دعا سفير اميركي سابق الى ضرورة «التصالح» مع فكرة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم باعتباره «الخيار الأقل سوءاً» من بديل يتضمن سيطرة تنظيم «القاعدة»، مشيراً الى فكرة استغلال مؤتمر «جنيف 2» لفتح «حوار هادئ» مع مسؤولين سوريين. وكتب السفير الاميركي السابق في سورية رايان كروكر في صحيفة «نيويورك تايمز» أمس: «حان الوقت للتفكير بمستقبل لسورية من دون الاطاحة بالأسد، لأنه على ما يبدو هذا هو المستقبل». وأشار الى ان اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما في نهاية 2011 بوجود تنحي الأسد خرق مبدأ مهماً في السياسة الخارجية مفاده: «اذا وضعت سياسة يجب ان تكون متأكداً من وسائل تنفيذها. في سورية هذا لم يحصل. لقد قللنا من مقاومته ويجب ان نقبل انه لن يرحل وأن البديل هو ان دولة عربية رئيسية ستكون في ايدي تنظيم القاعدة». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» فتحت نقاشاً على موقعها الالكتروني، قائلة: «مع ان اوباما دعا الاسد للتنحي وأن نحو 100 الف شخص قتلوا، وحتى مع استخدامه السلاح الكيماوي (في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 آب/ اغسطس الماضي) وقتله الممنهج للمدنيين، يقول البعض ان بقاءه (الاسد) في السلطة هو النهاية الوحيدة لهذا الجمود القذر ودور الجهاديين». وتساءلت: «هل حان وقت الإقرار بأن الاسد لن يطاح به قريباً ويجب التفكير بمستقبل (لسورية) مع وجوده». وكتب محللون ضد فكرة بقاء الاسد وضرورة «تحقيق العدالة» او ان بقاءه يعني استمرار الصراع والقتل. لكن كروكر، الذي يرأس «مدرسة بوش للحكومة والخدمة العامة» في تكساس قال: «افترضنا ان سورية مثل مصر وتونس وليبيا ان ديكتاتوراً مكروهاً سيطاح به من قبل شعبه، لكن التاريخ اظهر ان الاطاحة (بالرئيس السوري) لن تكون سهلة: في حماة في العام 1982، قام والد بشار (الرئيس الراحل) حافظ الاسد بحصر الاخوان المسملين في رابع اكبر مدينة وأحكمت الدبابات والاسلحة بها ودمرت وسطها. حيد الاخوان، لكن قتل ايضاً نحو 15 ألف سنّي». ثم تحدث السفير الاميركي السابق عن الدعم الايراني واعتبار العلويين المعركة «صراع بقاء» والدعم الروسي للنظام ليصل الى القول ان «الاسد، الذي يحظى بدعم عسكري اكثر، لن يرحل. على الاغلب سيستعيد البلاد انشاً وراء انش. ربما تسيطر القاعدة على جيوب محددة في الشمال، لكنه (الاسد) سيحتفظ بدمشق. هل فعلاً نريد بديلاً في بلدة رئيسة ان يكون في ايدي القاعدة؟»، مضيفاً: «يجب ان نتصالح مع فكرة ان المستقبل يتضمن الاسد ونفكر انه بقدر ما هو سيئ، هناك شيء اسوأ». وقال ان البداية لذلك هي مؤتمر «جنيف 2» إذ يمكن ان يشهد بداية للقاءات هادئة مع مسؤولين سوريين. وكانت وكالة «انترفاكس» نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نفهم أن التوصل إلى سلام في سورية غير سهل، إذ إنه عدا الأطراف السورية التي سيجلس ممثلوها حول طاولة المفاوضات، هناك إرهابيون ومتطرفون يحاربون في هذا البلد ولا أحد يريد الحوار معهم. على العكس، من الضروري المساهمة في توحيد جهود الحكومة والمعارضة لمواجهة القوى المتطرفة في سورية».