شارك أربعة باحثين في جامعتين إيرانيتين (تربيت مدرس وخوارزمي) في دراسة حول الواقعية السحرية في رواية عمار علي حسن الأخيرة «شجرة العابد» مقارنين إياها بهذا اللون من الكتابة في الأدب الألماني وآداب أميركا اللاتينية. واتبعت الدراسة التي أشرف عليها أستاذان مساعدان في كلية الآداب بالجامعتين وهما كبرى روسنفكر وحسين أبويساني، وأعدها الباحثان كاوة خضري ونور الدين بروين، المنهج الوصفي - التحليلي، وبينت أن الرواية حافلة بمواطن الواقعية السحرية مثل المغامرات والمواقف الغريبة والمدهشة والأطر الدينية الخارقة ومنها كرامات الأولياء، علاوة على أشياء متخيلة ومتداولة في الثقافة الشعبية عن عالم الجان. وسعت الدراسة إلى الإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسة، بعد استعراض سمات الواقعية السحرية وتعريفاتها ومقوماتها والكتب والأبحاث التي تناولتها سواء باللغة العربية أو اللغات الأجنبية، وهي: ما هي أهم ملامح الواقعية السحرية في رواية شجرة العابد؟ وانتهت الدراسة إلى أن الرواية اتبعت سمات وطرقاً عدة للواقعية السحرية منها المغامرات والحوادث وراء المنطق، والاستغراب، وانفتاح الحدود بين الخيال والواقع والمبالغة، وثنائية البناء، واضطراب الزمان، والصمت الاختياري، علاوة على وجود سياق اجتماعي - سياسي يغلف الخيال. ويقول المؤلفون « تبلورت کلُّ ميزات الواقعية السحرية في رواية شجرة العابد ونتلقاها نصّاً عجائبياً وسحرياً ثرياً بالفانتازيا، استطاع المؤلف بها أن يبدع جنساً تعبيرياً استفاد فيه من مختلف أجناس هذا اللون من الكتابة، دون أن يفقد وجهة النظر العقلانية». يشار إلى أن باحثة جزائرية تعد أطروحة للدكتوراه في جامعة المسيلة حول «الخطاب الصوفي في الأدب العربي: شجرة العابد نموذجاً»، في وقت صدرت فيه الطبعة الثانية من الرواية عن دار الشروق. و «شجرة العابد» هي الرواية الرابعة لعمار علي حسن بعد «حكاية شمردل» و «جدران المدى» و «زهر الخريف»، علاوة على مجموعتين قصصيتين هما «عرب العطيات» و «أحلام منسية» وقد حصلت الأخيرة على جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، فيما حصل كتابه «التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر» على جائزة الشيخ زايد في فرع التنمية وبناء الدولة، وحصلت مجمل أعماله العلمية، التي تصل إلى سبعة عشر كتاباً في علم الاجتماع السياسي والنقد الأدبي والتصوف، على جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية.