التحديات التي يواجهها العالم اليوم جعلت من الترجمة ضرورة للتواصل بين البشر. فالعالم يعيش أعظم مراحل حياة الإنسان على الأرض وأخطرها في مجالات الكون كلّه: الفضاء، أعماق البحر، أقاصي الدنيا، الدماغ البشري، الخريطة الوراثية، الجينات، الاتصالات، الأسلحة النووية والهيدروجينية، الحاسبات العملاقة ... مما يُسهّل حياة البشر ويُهددها. وتُشكّل الترجمة في هذا البحر المتلاطم من قدرات الإنسان وضعفه وسيلة من أهم وسائل الإتصال في ما نُسميه اليوم العولمة، التي يظنّ غير المتابع للتاريخ الحديث أنها بدأت في أوائل القرن الحادي والعشرين مع انفجار وسائل الإعلام الفضائية. والعولمة هي كما يُقسّمها المترجم والباحث محمد خير محمود البقاعي في مقدمة كتاب «الترجمة والعولمة- الصادر عن وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية السعودية في فرنسا ودار ضفاف، ثلاث عولمات: سياسية بدأت منذ الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأممالمتحدة، والثانية اقتصادية بدأت مع انفتاح الإقتصادات الوطنية على سوق أصبح كونياً في نهاية القرن العشرين. أمّا الثالثة فهي عولمة ثقافية نعيشها اليوم في إطار مصطلحات كحوار الحضارات، وحوار الثقافات والتعدد اللغوي والبيئي والتعبيري.