دعت السعودية مجلس الأمن إلى «إصدار قرار يضع جميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية، على قائمة العقوبات بما فيها مليشيات حزب الله، وفيلق أبي العباس، وعصائب أهل الحق وغيرها»، وأكدت أن بروز التنظيمات الإرهابية في المنطقة وبخاصة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) جاء بسبب «سياسات وممارسات إقصائية وطائفية من بعض الأنظمة في المنطقة، فضلاً عن عجز المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن في التحرك لوضع حدٍ لسياسات وممارسات النظام السوري ضد شعبه الأمر الذي أوجد بيئة خصبة في سورية ترعرعت فيها الجماعات الإرهابية المتطرفة». وقال المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي في كلمة المملكة أمام مجلس الأمن حول «الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين: التعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب» ليل الأربعاء - الخميس، إن المملكة «في طليعة الدول التي بادرت إلى اتخاذ خطوات فعالة لمكافحة خطر المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حيث أصدرت أنظمة يتم بموجبها معاقبة جميع من شارك أو يشارك في الأعمال القتالية، وكل من ينتمي إلى جماعات دينية أو فكرية متطرفة، أو الجماعات المصنفة منظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً». وأضاف: «السعودية حذرت كثيراً من تفاقم الوضع في سورية، غير أن المجتمع الدولي ظل صامتاً ولم يستجب لهذه التحذيرات بالشكل المطلوب، وها هي منطقتنا تعيش تطورات بالغة الخطورة نتيجة لهذا التجاهل أو التخاذل ما استدعى استجابة المملكة بشكل سريع لخطر ما يسمى «داعش»، وعقدت اجتماع في جدة ضم العديد من دول المنطقة وشاركت فيه الولاياتالمتحدة، وصدر عنه بيان أوضح أبعاد ومخاطر هذا التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة وضرورة التصدي لهذا الخطر الداهم بروح جماعية وتحالف دولي متماسك بغية إنقاذ المنطقة والعالم بأسره. ولفت إلى أن مواجهة «ظاهرة المقاتلين الأجانب، وعلى وجه الخصوص الجماعات المتطرفة التي تستخدم الدين مسوغاً لها، يجب أن لا تقتصر على المعالجة الأمنية بل يجب أن تتضمن أيضاً اجتثاث الجذور الفكرية والدعائم المادية التي تتربى عليها هذه الظاهرة وتستند إليها»، مشيراً إلى أن كبار العلماء والمفكرين في المملكة حذروا «من خطر الفكر المنحرف المؤدي للإرهاب، وأصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة أخيراً بياناً يؤكد على تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة بوصفه أمراً محرماً ويدخل في دائرة الإجرام، ووصف المحرضين على ذلك بأنهم دعاة ضلال ويتوجب تعقبهم وعقابهم».