نجح النصر في الحفاظ على فارق النقاط الأربع بينه وبين أقرب منافسيه على الصدارة، بعد أن حول خسارته أمام الشباب بهدفين نظيفين إلى فوز بثلاثية في مباراة شهدت تقلبات كبيرة، تلت طرد مدافع الأول الكوري كواك. جاءت البداية سريعة من الفريقين، وكشفت النوايا الهجومية منذ الدقائق الأولى عن رغبة في التسجيل الباكر، وحاول الشباب مباغته النصر بالهجمات السريعة التي أربكت مدافعي الأخير، وهدد البرازيلي رافينها مرمى عبدالله العنزي بأول كرة خطرة من الجهة اليمنى بعد أن تجاوز جمعان الدوسري بحركة فنية إلا أن تسديدته الأرضية مرت بجوار القائم الأصفر، ليرد النصر سريعاً من عرضية متقنة من محمد نور انبرى لها حسن الراهب برأسية انتهت بمحاذاة القائم الشبابي. وحضرت الكرات الثابتة التي نتجت من أخطاء كثيرة خارج منطقة ال18، غير أنها لم تستثمر بنجاح بسبب يقظة حارسي الشباب والنصر، وتوالت المحاولات الهجومية السريعة بين الفريقين وسط منافسة كبيرة للسيطرة على منطقة الوسط لصناعة هجوم قوي يثمر أهدافاً، وأمام ذلك تشابك حسن الراهب والمدافع الشبابي الكوري كواك ليمنحهما الحكم مرعي العواجي بطاقتين صفراوين (30)، ولم تمض سوى ثلاث دقائق حتى نال كواك البطاقة الصفراء الثانية ليمنحه الحكم بعدها البطاقة الحمراء لإعاقته الظهير خالد الغامدي بالقرب من منطقة الجزاء الشبابية، فكان الطرد الذي شهد احتجاجاً مطولاً من زملاء كواك. وزج مدرب الشباب إيميليو فيريرا بأول أوراقه الفنية، إذ أشرك حسن معاذ بدلاً من عبدالمجيد الرويلي رغبة في إعادة التوازن إلى الجدار الخلفي (39). كل ما غاب عن الشوط الأول حضر بغزارة في الشوط الثاني، إذ تغيرت مجريات المباراة تماماً، بعد أن استهل مدرب النصر الشوط الثاني بنزول البرازيلي إيلتون بدلاً من الراهب، وبدا لاعبو الشباب أكثر ثقة في قدراتهم، وفاجأ مهند عسيري النصراويين بإحراز الهدف الأول بعد كرة جهزها له المحترف توريس في مواجهة المرمى وسط غفلة المدافعين ليودعها الشباك الصفراء (47). بعد الهدف عانى لاعبو النصر من فقدان التركيز والتسرع في نقل الكرة ليتمكن المحترف رافينها من إحراز الهدف الثاني بعد أن تلاعب بالغامدي وسدد كرة جانبية أخطأ العنزي في التصدي لها لتلج شباكه وسط حسرة النصراويين (53). تحرك كارينيو وزج بلاعب الوسط عبده عطيف بدلاً من يحيى الشهري لتنشيط وسط الميدان ودعم النواحي الهجومية، ولعب عبدالغني كرة خطرة من خطأ خارج منطقة الجزاء مرت إلى جوار القائم (57)، وتحصل عطيف على ركلة جزاء نصراوية بعد إعاقته من البرازيلي فرناندو نفذها السهلاوي في المرمى الشبابي مقلصاً الفارق بين الفريقين (63). تفاعل مدرب الشباب إيميليو سريعاً وأشرك اللاعب سعيد الدوسري بديلاً عن مهند عسيري، وكاد المدافع عمر هوساوي أن يهز الشباك من كرة لعبها نور خلف المدافعين لم يحسن هوساوي التعامل معها لتمر إلى خارج الملعب (72)، ورد سعيد الدوسري بقوة من كرة في مواجهة المرمى طوح بها فوق العارضة النصراوية (74)، ونجح البديل البرازيلي إيلتون في إحراز هدف التعادل مستثمراً عرضية الغامدي ليرسلها في الشباك مشعلاً المدرجات الصفراء (77) ، وتلاعب شايع شراحيلي بمدافعي الشباب بفاصل مهاري وسدد كرة قوية إلى جوار القائم (79)، وأهدر إيلتون فرصة مضاعفة النتيجة بعد أن تباطأ مدافعو الشباب في تخليص الكرة ليلعبها بلمسة إلى جوار القائم (81) ، ليدفع إيميليو بورقة اللاعب عبدالمجيد الصليهم على حساب رافينها. ونجح المدافع الواعد جمعان الدوسري في إحراز الهدف النصراوي الثالث من تسديدة بعيدة المدى عانقت شباك وليد عبدالله لينثر الأفراح النصراوية في المدرجات (85)، وكاد المحترف توريس يدرك التعادل لفريقه ولكن المبدع عبدالله العنزي أنقذ مرماه (90). مشاهدات قامت الأمانة العامة باتحاد كرة القدم ومكتب رعاية الشباب وإدارة الملعب بإجراء ترتيبات خاصة لدخول الجماهير إلى المدرجات في ظل عدم اكتمال مشروع تشييد السور الخارجي للملعب. شهدت المباراة حضوراً جماهيرياً كبيراً، وقسمت المدرجات مناصفة بين «صاحب الأرض» النصر و«الضيف» الشباب ما أثار غضب جماهير الأول التي طالبت بما نسبته 70 في المئة من المدرجات. تسبب غياب اسم مدير المركز الإعلامي لنادي الشباب هيثم أحمد في «اسكورشيد» المباراة في حرمانه من الحضور في مقاعد البدلاء مع فريقه. قرارات حكم الساحة مرعي العواجي ومساعديه وجدت احتجاجاً شبابياً واضحاً وخصوصاً لحظة طرد المدافع كواك واحتساب الهدف النصراوي الثالث، واستمر الغضب بعد نهاية المباراة عندما احتج بعض لاعبي الشباب على قرارات الحكم العواجي. مع اقتراب فترة تسجيل اللاعبين المحترفين الثانية (الفترة الشتوية) سجل بعض اللاعبين المحترفين الأجانب في فريقي النصر والشباب حضوراً فنياً لافتاً. تعد المباراة من أقوى المواجهات في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، لما شهدته من منافسة قوية بين الفريقين وخصوصاً في شوطها الثاني.