اتهمت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في تونس، الإئتلاف الحزبي اليساري "الجبهة الشعبية" بإفشال الحوار الوطني لإخراج البلاد من المأزق السياسي الذي تعيشه منذ إغتيال النائب المعارض محمد براهمي في 25 يوليو الماضي. وقال الناطق الرسمي بإسم حركة النهضة زياد لعذاري خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس،إن "الجبهة الشعبية هي التي عرقلت مسار التوافق الوطني حول الشخصية التي ستوكل إليها رئاسة الحكومة التونسية الجديدة"،وذلك عملا بوثيقة خارطة الطريق التي إقترحتها المنظمات الوطنية الأربع الراعية للحوار الوطني. وأضاف أن حركة النهضة الإسلامية"لم تقف عائقاً أمام تقدم المسار الحواري،وقد قدمت تنازلات وصفها ب"المؤلمة" خاصة على مستوي قواعدها سواء فى الداخل أو الجهات،وذلك من أجل إنجاح الحوار الوطني". وأعرب عن استعداد حركته "للإنفتاح على أسماء جديدة من المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة"، معرباً في نفس الوقت عن أسفه لقرار المنظمات الأربع تأجيل الحوار الوطني. وكان حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل أعلن أمس باسم المنظمات الوطنية الأربع الراعية للحوار، أنه قد أمهل الأحزاب المعنية بالحوار الوطني من السلطة والمعارضة 10 أيام للتوافق حول رئيس حكومة الجديدة، أو الإعلان عن فشل الحوار الوطني. وقال إن المنظمات الأربع، أي الإتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمة أرباب العمل، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان،"كانت ستعلن فشل الحوار الوطني لكن الأحزاب طلبت منا مهلة جديدة لإنقاذ البلاد ،وقد استجابت لإعطاء الأحزاب فرصة جديدة". ووصف العباسي المهلة الجديدة التي تنتهي في 14 من الشهر الجاري ب" فرصة الأمل الأخير". وقال "لقد صبرنا كثيراً وشعبنا صبر أكثر لذلك سنمكن الأحزاب السياسية من مهلة جديدة لا تتجاوز عشرة أيام وخلال هذه الفترة نحن كرباعي سنعتمد آليات جديدة في إطار خارطة الطريق". وكان الحوار الوطني الذي إنطلق في الرابع من الشهر الماضي،قد تعطل بسبب عدم توصل الأحزاب السياسية إلى توافق حول الشخصية الوطنية التي ستوكل لها مهمة رئاسة حكومة كفاءات مستقلة لإدارة ما تبقى من المرحلة الإنتقالية،نظرا لتمسك حركة النهضة بمرشحها أي السياسي المخضرم أحمد المستيري (88 عاماً)، ورفضها مناقشة أي إسم آخر. يُشار إلى أن أحزاب المعارضة التونسية المنضوية ضمن إطار "جبهة الإنقاذ" تُحمل الإئتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية مسؤولية "تعفن" الأوضاع في البلاد، ودعته إلى التوقف عن "المماطلة والمرواغة". وقالت جبهة الإنقاذ التونسية في بيان وزعته أمس عقب اجتماع هيئتها السياسية العليا،إنها إذ تُعبر عن "القلق المتنامي من طول فترة تعطّل الحوار والخشية من مزيد تعفّن الوضع الذي تعاني منه بلادنا،وتزايد المخاوف المتعلقة بالإنهيار الإقتصادي والمالي للدولة، وتفاقم مخاطر الإرهاب،فإنها تُحمّل الإئتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة مسؤوليّة ذلك".