تناول اليوم الثاني من أيام «قمة أبوظبي للإعلام» أمس مستقبل التلفزيون مع لقاء مع رئيس شركة «تيرنر الدولية لشؤون البث التلفزيوني» غيرهارد زيلر، الذي اعتبر أن «التلفزيون يمر بعصره الذهبي بسبب الزخم الكبير الموجود في عدد القنوات وتعدد البرامج والمحتوى المبتكر، إضافة إلى وجود التلفزيون المدفوع وتعدد الخيارات أمام المستهلك ما يجعله أكثر سلطة وتحكماً في مشاهدة ما يريد». وعن إمكان سيطرة التلفزيون المدفوع في المستقبل وانتهاء عصر التلفزيون التقليدي، أوضح زيلر أن التلفزيون بشكله التقليدي المعروف لا يمكن أن يندثر لأنه مرتبط بثقافة الشعوب وعاداتها، حيث تعتبر مشاهدة التلفزيون سلوكاً اجتماعياً يجمع أفراد العائلة. وقال إن «المستقبل سيشهد تنوعاً كبيراً في المحتوى المقدم وسنشهد إشراك الجمهور في ابتكار المحتوى». وعن غزو الأجهزة المتحركة واستقطابها فئات من جمهور التلفزيون، أكد زيلر أن «الثورة الحقيقية لهذه الأجهزة لم تأت بعد، فما زال جمهور التلفزيون مسيطراً، لكن انتشار الأجهزة التكنولوجية في أيدي الشباب لابد من أن يجعلنا نستغل هذا العامل ونحاول اجتذابهم بطرق مختلفة، وتوجيه أنظار المعلنين إلى هذه الوسائل الجديدة». على صعيد آخر، ناقشت القمة المحتوى المحلي لوسائل الإعلام في الشرق الأوسط خلال جلسة أدارها الرئيس التنفيذي ل MediaMorph شاهد خان، وضمت عدداً من الخبراء في هذا المجال. وافتتح مبتكر شخصية «منصور» الكرتونية، نائب رئيس الاتصال المؤسسي في «مبادلة» راشد الهرمودي باب الحوار بالحديث عن شخصية منصور الكرتونية إحدى الدلائل على تطور صناعة المحتوى محلياً، مؤكداً نجاح هذه التجربة بفضل انسجامها مع البيئة المحيطة والمجتمع والجمهور الذي تقدم إليه. وأوضح أن ابتكار وإنتاج برنامج «منصور» جاء على أيدي خبرات محلية ومواهب إماراتية وعربية، مؤكداً حاجة المستهلك العربي إلى مزيد من الإنتاجات المحلية والتقليل من الأعمال المدبلجة والمستوردة. وتطرق نائب الرئيس الأول في شركة «شارع سمسم» العالمية روبرت كنيزيفيتش إلى برنامج «شارع سمسم» الشهير الذي انتشر في كل أنحاء العالم، وقال إن نجاح البرنامج سمح له بدخول السوق العالمي من خلال دبلجة العمل وعرضه ثم عبر إنشاء نسخ خاصة منه وإعادة ابتكار المحتوى ليتناسب مع الجمهور في مناطق مختلفة من العالم. وقال إن البرنامج عرض في 150 بلداً، 32 منها أنجزت نسخاً منه بمضمون محلي. وتحدث المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط لقنوات «فوكس» الدولية سانجاي رينا عن تجربة قنوات «فوكس» في الأسواق العربية وابتكار محتوى يلائم المشاهد في هذه المنطقة، مشيداً بتجربة قناة «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي» التي استطاعت ابتكار محتوى محلي من دون أن تتكبد تكاليف باهظة. وأشار رينا إلى أن الشيء الأهم في موضوع جعل المحتوى محلياً هو كيف يمكن تسويق هذا المحتوى وكيف يمكن أن يجذب المعلن ويحقق الأرباح، وقال: «ليس كل ما ينتج في الغرب وأميركا يمكن أن يلقى النجاح في دول أخرى، فالأمر مرتبط بالثقافة ونوعية الجمهور وأمور أخرى».