تعيش الإمارات العربية هذه الأيام كرنفالات شعبية متواصلة احتفالاً بعيد اتحادها الوطني. وفي كل عام، يجتهد المواطنون والمقيمون لابتكار أشياء جديدة، تعبّر عن فرحتهم بهذا العيد الذي صار عمره 42 سنة. وكان للعيد الوطني هذه السنة وقع خاص لأنه أتى متزامناً مع إعلان «إكسبو دبي 2020». وغصّت البلاد على مدى الأيام الثلاثة الماضية بالناس والزينة والاحتفالات وتسابق الصغار لشراء كل ما يرمز إلى علم الإمارات واحتفالاتها، ما جعل عيد الاتحاد فرحة كل الأجيال. فقد قدّمت القوات المسلحة الإماراتية على شاطئ أبو ظبي الذي ازدحم بأجانب من جنسيات كثيرة شاركوا الإماراتيين فرحتهم، عروضاً جوية وبحرية بتقنيات عالية كالرسم على الماء وفي الأجواء، تشاركها مسيرة كبيرة في أبوظبي انضم إليها إماراتيون ومقيمون على حدّ سواء. ولمس سحر الاحتفالات الصاخبة الإمارات كلها، لا سيما في أبو ظبي ودبي، حيث انطلقت الألعاب النارية بألوان العلم الوطني وبأشكال مختلفة، سماءها لتصنع لوحات من الفرح، بينما كان الناس يهللون، متذكرين استقلال دولتهم عن بريطانيا، واتحاد الإمارات السبع: أبوظبيودبي وعجمان والفجيرة والشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة. وفي دبي جاب أسطول مكون من سيارات فارهة شوارع المدينة حاملة علم الإمارات، والتفت الحشود حول سيارات شرطة دبي. وتقول الأميركية المقيمة في دبي هازل كويندن: «إنها سيارات مذهلة، من الرائع مشاهدتها خلال احتفالات البلاد. أحتفل للمرة الثالثة بعيد الاتحاد، وفي كل مرة أجده أجمل. هذه بلاد لمختلف الثقافات». يشارك أهل البلاد في احتفالاتهم، مقيمون من 150 جنسية. وتأتي الإمارات في المرتبة 14 ضمن قائمة أسعد الدول في العالم، كما احتلت المرتبة الأولى بين الدول العربية. لذا يجد فيها بعض الوافدين ما لم يجدوه أحياناً في أوطانهم، بخاصة في وقت تغلي فيه المناطق العربية بأزمات سياسية، وتعاني دول أوروبية هزات ارتدادية للأزمة الاقتصادية العالمية. «الإمارات أرض للفرص، للأحلام، ربما لم أكن لأبني حياتي بهذه الصورة لو لم أعش فيها»، يقول سيمان ابهيشيك (الهند) الذي أنشأ عمله الخاص في دبي. ويضيف: «النظام والأمان هنا جعلاني أشعر براحة كبيرة». أما الحفلات الفنية، فهي مستمرة حتى منتصف الشهر الجاري، وقد أحيا عدد من أهم المطربين العرب حفلات في الأيام الثلاثة الأولى، منهم كاظم الساهر وديانا حداد وفايز السعيد ومحمد عبده في أبو ظبي، وشما حمدان وفيصل الجاسم ومحمد المزروعي وبلقيس أحمد ومارسيل خليفة في دبي. كما تتزامن بطولة دبي للقفز بالمظلات واستعراضات القوات المسلحة، مع العيد الوطني، وتستمر حتى السابع من الشهر الجاري. ومن أبرز ما أنجز للاحتفال بعيد الاتحاد كان دخول إمارة عجمان موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، بتشكيل أكبر لوحة «موزاييك» في العالم، من بطاقات تهنئة، شارك فيها 4 آلاف شخص لكسر الرقم القياسي السابق الذي كان من نصيب اليابان. وجمع «موقع 24» الإخباري الإلكتروني بالتعاون مع هيئة الإمارات للهوية، في فيلم خاص، أفراداً من جنسيات كثيرة شكلوا بأجسادهم سلسلة بشرية لرقم 42 كتحية للإمارات في عيدها. واستقبل شاطئ خور دبي البطة العملاقة المشهورة عالمياً، بطولها البالغ 18 متراً، والتي أطلقها الفنان التشكيلي الهولندي فلورنتين هوفمان في جولة حول موانئ العالم، للتوعية البيئية. ومن كورنيش أبو ظبي الذي شهد عرض ألعاب نارية ضخماً، وخرج إليه الناس جماعات يحتفلون بسياراتهم وعائلاتهم، إلى برج خليفة وفعاليات الشارع المليئة بالفرح والضوء والألوان، كانت أبرز أيام عيد الاتحاد الإماراتي ولياليه، بنكهة كوزموبوليتية.