حرص رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على إبقاء الاعلان عن ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة عن احد المقعدين السنيين في مدينة صيدا، حتى اليوم الاخير من المهلة المعطاة للمرشحين، كما حرص على الاعلان عن خطوته هذه التي فاجأت كثراً، في مقر المجلس النيابي قبل انضمامه الى الجلسة التشريعية التي لم تعقد لعدم اكتمال النصاب. واكتفى السنيورة بتلاوة بيان مطبوع، قال فيه: «اود ان اعلن اليوم ومن المجلس النيابي انني قررت التقدم بترشيحي الى الانتخابات المقبلة عن مدينة صيدا لانضم الى باقي إخواني النواب الممثلين للشعب في المجلس الكريم، وأنا في هذه الحال أتمنى ان يمنحني اهلي الأحباء في مدينتي صيدا تأييدهم وسيكون هذا التأييد مدعاة اعتزاز كبير لي ومسؤولية إضافية أحملها معي في خدمة مدينتي ووطني الحبيب لبنان». وأضاف: «انني وفي حال فوزي في هذا المقعد سأبذل كل جهدي لكي اكون في خدمة القضية التي طالما عملت من اجلها وهي الدفاع عن استقلال وسيادة وحرية لبنان، وعن نظامه الديموقراطي، والإسهام في حماية الجمهورية، وتمكين الدولة اللبنانية في مؤسساتها الدستورية من القيام بواجباتها تجاه المواطنين والدفاع عن حق لبنان في تحرير ارضه المحتلة من العدو الإسرائيلي وفي ان يكون شريكاً فاعلاً مع إخوانه العرب في تقرير مصير منطقتنا العربية وفي مسؤوليتنا بالحفاظ على الحق العربي في فلسطين». وأكد ان «القضية المركزية التي سأحمل لواءها هي قضية الدفاع عن العيش الواحد والمشترك والكريم للعائلات اللبنانية والمواطنين اللبنانيين، كما وللاستمرار في حمل لواء الإصلاح والنهوض والنمو الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية في كل المناطق اللبنانية، وفي هذه المناسبة المهمة بالنسبة اليّ أعتمد بعد الله وتوفيقه ورعايته على عمق الوعي لدى اللبنانيين الذي ساهم في انتفاضة الرابع عشر من آذار، اي انتفاضة الشعب اللبناني من اجل الحرية والاستقلال والسيادة والتقدم وخدمة القضية التي حمل لواءها الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وعقد السنيورة خلوة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولم يرشح عنها شيء. ردود على الترشح وعلّق النائب أسامة سعد، والذي يعتبر السنيورة خصماً صعباً له في مدينة صيدا، على الخطوة بالقول: «المعركة في صيدا لها أبعاد سياسية ووطنية وسنخوضها وسنفوز فيها، ورب ضارة نافعة». واعتبر «ان فوز تياره «التيار الوطني» هو انتصار للوطنيين في كل لبنان، وسنفوز، إن شاء الله». واكتفى بالرد على سؤال: «أهلاً بالمعركة». وقال الرئيس السابق للحكومة سليم الحص: «كنا نتمنى لو ان الرئيس السنيورة تعفف عن الترشح للنيابة عن صيدا، فالنيابة لن تزيد شيئاً في رصيده، ثم ان معركته مع النائب اسامة سعد قد لا تكون في مصلحته، فالنائب سعد من ذوي السجل الوطني الناصع وخطه السياسي المشرف هو تتمة لخط مشهود سلكه قبله الشهيد مصطفى سعد والشهيد معروف سعد ونقول هذا ونحن ندرك ان الانتخابات في لبنان هذه المرة محكومة نتائجها الى حد بعيد للأسف الشديد بعامل المال السياسي وعامل العصبية الفئوية». واعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي نبيل نقولا «أن من حق رئيس الحكومة الترشح، لكن ترشحه في هذا الوقت وكأنه يريد حماية نفسه بالحصانة النيابية خوفاً من المحاكمة عما قام به سابقاً». ورأى النائب علي عسيران «ان حدود الحياة السياسية التي يتعاطى فيها النائب تتخطى دائماً حدود الطوائف والاحزاب والتجمعات والدوائر الانتخابية، فالنائب يجب ان يبقى لكل لبنان، ان الترشح هنا او هناك هو دائماً سيف ذو حدين، فكما قد يعطي قوة في مكان، بالتأكيد سيكون له بعض السلبيات في مكان آخر». وأضاف قائلاً: «كان السعي الى التوافق في صيدا نابعاً من مصلحة ابناء الجنوب مجتمعين، وأرى ان التوافق ما زال ممكناً في صيدا». ووصف النائب سيرج طورسركيسيان ترشح السنيورة بأنه «قرار جريء ويضيف قليلاً من النكهة على الأجواء الانتخابية المتشنجة أصلاً، وقد يكون نوعاً من الحصانة الإضافية لأن الحصانة النيابية جميلة وليست عاطلة وفيها «برستيج» إضافي وقد تزيد من المشاكل بعض الأحيان ولكن «شغلة» جميلة وتأتي ضمن اللعبة الديموقراطية وفي النهاية كل واحد يعطي رأيه».