تزينت «أم القرى»، وارتدت أبهى حللها، لاستقبال مئات الآلاف من المعتمرين والمصلين الراغبين في أداء آخر جمعة خلال الشهر الكريم في المسجد الحرام، داعين الله عز وجل أن يبلغهم رمضان سنين عديدة وأعواماً مديدة، والأمة الإسلامية في خير وسلام. وتأهبت العاصمة المقدسة لاحتضان المتدفقين إليها منذ صباح اليوم (الجمعة) من أنحاء مناطق السعودية كافة، لقضاء ما تبقي من ساعات في شهر الخير في أروقتها، وأداء صلاة الجمعة الأخيرة وحضور ختم القرآن الكريم، الذي يتابعه العالم الإسلامي أجمع. وهي المدينة التي لا تكل من استضافة المسلمين من أنحاء البسيطة على مدى العام، وترعاهم كأم تحتضن صغارها، مهما بلغ عددهم وتنوعت أشكالهم وألوانهم، ففيها تتوحد الوجوه، ولا مكان للتميز عليها سوى بتقوى الله. واستنفرت الأجهزة الحكومية في السعودية طاقاتها لاستقبال مودعي الشهر الكريم على جنبات بيت الله العتيق، وعملت على تذليل الصعوبات كافة التي تعترضهم، وأوضح مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني أنه جرى تطبيق خطة أمنية متكاملة شاركت فيها القطاعات الأمنية كافة، تهدف لتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لرواد المسجد الحرام في هذه الليالي والأيام المباركة، مؤكداً أن مؤشرات نجاح الخطة الأمنية للأيام الماضية من هذا الشهر الكريم حتى الآن جيدة. وقال: «إن كان هذا الكلام سابقاً لأوانه فالتقويم يأتي بعد انتهاء المهمة، ونحن لا زالنا نواصل تنفيذ الخطة الأمنية للأيام العشر الأواخر على مراحل حتى تصل إلى ذروتها مع نهاية هذا الشهر الكريم ثم تتبعها خطة العيد». وأشار إلى أنه جرى تنفيذ خطط الأيام الماضية بنجاح تام، متمنياً أن يستمر هذا الوضع فيما تبقى من ليالي وأيام الشهر الفضيل. مرجعاً تلك النجاحات إلى الدعم الذي تلقاه القطاعات كافة من حكومة خادم الحرمين الشريفين. بدوره، أكد نائب مدير الأمن العام لشؤون التدريب وقائد قوة الدعم لخطة رمضان اللواء سعد بن عبدالله الخليوي أنه تم تنفيذ خطة متكاملة لما تبقى من أيام وليالي رمضان، تهدف إلى تقديم أفضل التسهيلات للزوار والمعتمرين والمصلين. وأشار إلى أنه جرى إعداد خطة متكاملة لهذا الغرض تعتمد على قيام قوة تنظيم المشاة وإدارة الحشود التابعة لقوة الدعم بتعزيز أعمالها وبذل المزيد من الجهود لتسهيل دخول رواد المسجد الحرام إليه وإلى الساحات الشمالية والغربية، لافتاً إلى أنه بلغ عدد العاملين في هذه الخطة أكثر من 5628 ضابطاً وفرداً. وقال: «جرى الاستعانة بأعداد كبيرة من طلاب مدن التدريب التابعة للأمن العام ومن المهام المناطة بهم تنظيم حركة المشاة عند دخول المسجد الحرام من الساحتين الشمالية والغربية». وأوضح اللواء الخليوي أن العمل في تنفيذ هذه الخطة يبدأ من الساعات الأولى لصباح هذا اليوم الجمعة حتى السادسة صباحاً من اليوم التالي، مع استحداث عمل لوحات إرشادية لتوجيه الزوار والمعتمرين باتجاه موحد بعد أداء صلاة الجمعة، منعاً للتكدس البشري وحفاظاً على سلامة الجميع. br / من جهته، أشار مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي إلى أنه جرى تنفيذ خطة مرورية خاصة بالليالي والأيام المتبقية من شهر رمضان، لاسيما اليوم (الجمعة) اشتملت على تعزيز أعداد رجال المرور لمواقف السيارات الستة بمداخل مكةالمكرمة، وفي الطرق المؤدية للمسجد الحرام وذلك لتسهيل حركة السير أمام السيارات المقلة لرواد المسجد الحرام من معتمرين وزوار ومصلين، لافتاً إلى أنه جرى زيارة مواقف السيارات بأطراف مكةالمكرمة عن طريق تخصيص مواقف احتياطية موقتة يمكن استخدامها في حالة امتلاء المواقف الحالية للسيارات. وقال: «جرى التنسيق مع شركة النقل الجماعي بمكةالمكرمة لزيادة أعداد الحافلات المخصصة لنقل الزوار والمعتمرين من مواقف السيارات بمداخل مكةالمكرمة إلى المسجد الحرام والعكس، وذلك لمواجهة كثافة أعداد الزوار والمعتمرين».