توج رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في ختام زيارته الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة أمس، بلقاء رئيس مجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقر إقامته في دبي. وحضر اللقاء عن الجانب الإماراتي نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد، الشيخ أحمد بن محمد بن راشد المكتوم، الوزيران محمد القرقاوي وأنور قرقاش ونبيل مراد. وعن الجانب اللبناني وزراء الخارجية جبران باسيل والعدل أشرف ريفي والتربية والتعليم العالي الياس بو صعب والرياضة والشباب عبد المطلب حناوي، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، والسفير رامز دمشقية. وجرى البحث في مختلف الأمور والتطورات في المنطقة. وكان سلام التقى في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لدولة الامارات أمس في مقر اقامته في دبي، وزير الدولة لشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش في حضور باسيل. وبعد اللقاء قال الوزير قرقاش ل «الحياة» انه «كان إيجابياً جداً ونحن حريصون على العلاقة مع لبنان ومع دولة الرئيس سلام الذي هو ابن عائلة عريقة لها دورها في تاريخ لبنان». أضاف: «تناولنا في الاجتماع الأوضاع الحالية وكان من المفيد أن نبحث الوضع الاقليمي الصعب الذي يمثل تحديا لنا جميعا. وتبادلنا الآراء حول هذا الوضع الاقليمي وما نواجهه من ارهاب، وتشاركنا في الرأي حول تعزيز خط الاعتدال والوسطية في مواجهة التحديات». وقال ردا على سؤال: «بحثنا في آليات العمل لمواجهة خطر الارهاب من خلال الرسائل الموجهة والمواقف التي تتبنى الاعتدال والوسطية وسنبقى على تعاون باستمرار». وعلمت «الحياة» أن البحث «تناول تقويم الجانبين لما آلت اليه الازمة السورية، فأكد الجانب الاماراتي ان لا حل عسكرياً للأزمة السورية وان الحل هو سياسي. لكن حتى الآن لا يبدو أن لدى الجهات الامنية تصوراً واضحاً لهذا الحل السياسي الذي يجب العمل على إعطائه الأولوية». وقال مصدر في الوفد اللبناني إن الوزير الاماراتي نقل الى الرئيس سلام تحيات وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي لم يتمكن من لقائه لانشغاله بزيارات خارجية. وأشار المصدر الى أن الوزير قرقاش اكد الحرص على العلاقات مع لبنان والتنسيق والتعاون. وتم التركيز في معظم اللقاء على مواجهة الارهاب في منطقة مشتعلة بالتطورات الامنية والسياسية. وتم التطرق ايضاً، تلميحاً، الى مسألة الإجراءات الإماراتية حيال بعض اللبنانيين. وشرح الجانب الإماراتي موقفه، مؤكداً ان الدولة حريصة على امنها، خصوصاً أن لديها مقيمين من نحو مئتي جنسية على أرضها، وهي متنبهة الى هذا الجانب نظراً الى ما تشهده المنطقة من أحداث. كما أن ليس لديها أي موقف من اعتناق بعض المقيمين على أرضها أفكاراً معينة. لكنها إذا وجدت أن البعض يقوم بأعمال قد تهدد الأمن او تشمل تمويلاً لبعض الجهات المتطرفة، فإنها عند ذلك تتخذ إجراءات». وأبدى الجانب اللبناني «تفهماً لحرص الإمارات على أمنها، خصوصاً انها تحتضن اللبنانيين الذين يعملون فيها». وكان سلام زار والوفد الوزاري المرافق، مبنى الجامعة الاميركية في دبي، حيث كان في استقباله رئيس الجامعة انتس ديماس ونائب الرئيس التنفيذي للجامعة وزير التربية الياس بوصعب. وبعد جولة في مختلف كليات الجامعة، نظم للرئيس سلام لقاء مع حشد من الطلاب، فنوه بالمسؤولين في دولة الامارات «وقيادتهم الحكيمة والجريئة والمقدامة التي حققت إنجازات عصرية كبيرة». وأشاد بالتطور الذي بلغته إمارة دبي بقيادة الشيخ محمد بن راشد. وأعرب عن ثقته الكبيرة بالطاقات اللبنانية في الإمارات والدور الذي تلعبه في نهضة هذه الدولة العربية الشقيقة. ورداً على سؤال اين يرى لبنان بعد عشرة أعوام، قال: «لا أدعي أنني أملك الجواب الكامل عن هذا السؤال، لأن هذا يعود إلى كل اللبنانيين الذين يقررونه. لكنْ تأسيساً على تاريخ لبنان العريق، يمكن القول إن لبنان سيبقى لبنان، وسيبقى اللبنانيون لبنانيين وسيشغلون العالم بقصص نجاحاتهم». وزار الرئيس سلام مبنى مجموعة «أم بي سي» في مدينة دبي للإعلام، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين في المجموعة وفي قناة «العربية» التابعة لها. وعقد لقاء حضره عدد من العاملين في المؤسسة الذي استفسروا من سلام عن الأوضاع في لبنان وطرحوا عليه اسئلة عن الواقع السياسي والأمني. وأكد سلام أن «الأمور غير مرتاحة في لبنان كما هي في الإمارات»، لكنه شدد على أن «ثقته كبيرة بالطاقات اللبنانية الكبيرة التي تنجح في الخارج وترتد الى لبنان».