أثارت الأمطار الغزيرة التي هطلت في المناطق الشمالية من المملكة العربية السعودية اليوم (الأحد) أصداء كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقل المغردون على "تويتر" خبر سقوط طالب ثانوي في حفرة للصرف الصحي، شرق مدينة جدة. وفي حين تمكن بعضهم من الاستمتاع بأغنية "أنشودة المطر" للمطرب محمد عبده ونشر قصائد ترحيباً بالأمطار، انتشرت في مواقع التواصل صوراً للفيضانات والسيارات المغمورة بالمياه. واستفاد كثيرون من متابعي "تويتر" من تغريدات السائقين على الطرقات لتجنب الازدحام والاستدلال إلى الطرقات الآمنة. وعلقّت مديرية التعليم في جدة الدراسة في المدارس المسائية، في وقت تمنّى الكثيرون توقف الأمطار اليوم من دون وقوع إصابات أو حوادث. ونشرت هبة سليمان على حسابها في "تويتر" "يا رب زي ما فرحتنا بالمطر... فرّحنا برجوع الناس لبيوتهم من غير أي حوادث غرق". ورفعت إدارتا الدفاع المدني في مدينتّي جدةومكةالمكرمة جاهزية فرقهما تحسباً لتزايد الأمطار وتحوّلها إلى سيول. ودعا مدير إدارة الدفاع المدني في جدّة العميد سالم المطرفي السكان إلى أخذ الحيطة والحذر، وعدم التعرض للأماكن الخطرة والأودية ومجاري السيول وتجمعات المياه، والإبلاغ عن أي خطر يعترضهم. وخصّصت أمانة جدة نحو 1600 عامل للعمل على فترتين صباحية ومسائية، وجهّزت 512 مضخّة شفط، موزعة على 14 بلدية فرعية. وباتت السيول معاناة سنوية لسكان جدة، بعدما أدت سيول العام 2009 إلى وفاة 116 شخصاً على الأقل، وسيول العام 2011 إلى وفاة أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، ما استدعى تدخّل قوات الجيش والحرس الوطني لنجدة المنكوبين. وانتقد المغرد محمد باحارث "عدم جدوى" التحرّكات الرسمية قائلاً "من 2009 إلى 2014... 5 سنوات... 16 بليوناً... والنتيجة ما تغيرت!". وكان الطالب عبدالله الزهراني (17 سنة) سقط صباح اليوم في حفرة للصرف الصحي لدى خروجه من مدرسة "سعيد بن جبير" الثانوية شرق مدينة جدة، وفق ما أكد الدفاع المدني. وقال الناطق الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد الغامدي أن عمليات الدفاع المدني باشرت فور تلقيها البلاغ عمليات الإسعاف، لكن الغواصين لم يتمكنوا من إنقاذه. وجلب الخبر تضامن الكثير من المغردين، في حين وجّه الآخرون جام غضبهم وانتقاداتهم نحو "أمانة جدة" والبلديات الفرعية، معتبرين أن سعيد "ضحية جديدة للإهمال واللامبالاة والفساد"، ومطالبين بمحاسبة المسؤولين وبمنظومة واضحة للرقابة والتفتيش. وردّ بعضهم بأن هذا "إهمال" من مسؤول محدّد، ويجب على الحكومة محاسبته، وأن لا علاقة للحكومة بإهمال فردي من مسؤولين. وأبدى المغرّد محمد البنيان انتقاده للحادثة قائلاً: "وكأن هذه الحفر مصمّمةٌ خصّيصاً لابتلاع الناس بدلاً من السيول !"، في حين غرّد حسين أحمد بزبوز قائلاً: "عجز الصرف الصحي في جدّة عن تصريف مياه السيول لكنه لم يعجز عن ابتلاع الأطفال". واسترجع بعضهم حادث شارع التحلية في جدة الذي ذهب ضحيته أب وابنه أمام أحد المراكز التجارية، وأثار الكثير من الردود على مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي.