وجدت دراسة حديثة أن الحرب العالمية الثانية ربما كانت المسؤولة عن خرف مئات آلاف البريطانيين لأنهم عاشوا ويلاتها ومآسيها وأثرت على نفسياتهم وقدراتهم العقلية وأصابتهم بالقلق والكأبة. وتوصل الباحثون في المؤتمر العلمي، الذي عقد مؤخراً في مدينة يورك البريطانية، إلى أن الاضطراب النفسي الذي يعقب الشعور الحاد بالصدمة يمكن أن يسبب مرض الزهايمر وبعض الأمراض الأخرى. وذكرت صحيفة "الدايلي مايل" أن أكثر من 700 ألف بريطاني يعانون من الخرف في بريطانيا. ونقلت عن الدكتورة كارين ريتشي من المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية في فرنسا قولها إن الكثير من حالات الخرف قد يكون سببها العيش في ظروف خطرة مثل الحرب أو القصف الجوي الكثيف الذي تعرضت له بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، أو إجبار العائلات الفرنسية على ترك الجزائر في خمسينيات القرن الماضي تحت ضغط الحركات الاستقلالية التي أجبرت حكومتهم على الجلاء عن البلاد. وقالت ريتشي "لقد عانى هؤلاء (العائلات الفرنسية) لضغط نفسي هائل وفقدوا منازلهم، وكانت حياتهم مهددة أحياناً من قبل أشخاص كانوا جيرانهم في ما مضى"، لافتة إلى أن " أكثر الذين عانوا من هذه العوارض ( الخرف) هم الذين تعرضوا للكثير من القلق والكآبة خلال تلك الفترة". أضافت "احتاج هؤلاء للمساعدة عندما كانوا في العشرينات وليس في الخامسة والستين من العمر"، مشيرة إلى أن هذا الجيل هو الذي يعاني من الخرف أكثر من غيره في فرنسا الآن. وختمت ريتشي بالقول" نحن ننتمي إلى جيل ما بعد الحرب ولذا نحن محظوظون ولا نعاني من هذه العوارض".