رحل الفنان المغربي محمد سعيد عفيفي عن عمر 76 عاماً. ويعد أحد كبار المسرحيين المغربين المرموقين، الذين قدموا أعمالاً مسرحية شكلت مفترقاً في مسار المسرح المغربي. وكانت له مشاركات عدة ومتميزة في مجالي السينما والتلفزيون، وكان يسم الأدوار المسندة إليه بطابعه الخاص به. انطلق هذا الفنان المغربي الكبير في مساره المسرحي مع فرقة «المعمورة» الشهيرة التي خرّجت أشهر الممثلين المسرحيين المغربيين، وبرز فيها كممثل يمتلك قدرات هائلة على مستوى الأداء التشخيصي. وهذا ما جعله يجسد أدواراً مسرحية قوية يأتي في مقدمها تجسيده البليغ لدور «عطيل» و«هاملت» في المسرحيتين الشكسبيريتين الشهيرتين. وانتقل بعد ذلك إلى مجالات أخرى استطاع فيها تقديم عديد المسرحيات المغربية القوية خصوصاً حين أصبح مديراً للمسرح البلدي في مدينة الجديدة. ثم عمل في المعهد الملكي للموسيقى في الدارالبيضاء أستاذاً للمسرح. وهنا برزت مواهبه في التدريس المسرحي سواء على مستوى الإلقاء الصوتي أو التعبير الجسدي ودرست عليه مجموعة من الممثلين المسرحيين الذي أغنوا تجربة المسرح المغربي بأعمالهم الكثيرة. قدم محمد سعيد عفيفي مجموعة من الأعمال المسرحية مع فرقة «مناجم جرادة» وعمل على ترسيخ الممثلين فيها تنظيراً وممارسة، وأنجز معها مسرحيات لقيت صدى طيباً في الأوساط المغربية آنذاك، ومنها مسرحية «عمايل جحا» التي عرفت نجاحا كبيراً. وشهدت هذه الفترة، فترة بداية الثمانينات، تألق المسرح المغربي وارتياده آفاق التجريب المسرحي في مختلف تجلياته سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج. وكان للراحل حضور مميز في السينما والتلفزيون المغربيين وقد ادى أدواراً مهمة جذبت اليه انظار الجمهور. وقد ساهم في احياء النهضة السينمائية التي شهدها المغرب في الأعوام السابقة كممثل وصاحب رؤية فنية تنتمي الى التجارب الحديثة.