أصدر القضاء البريطاني امس، أحكاماً بالسجن المؤبد على ثلاثة متشددين دينوا بمؤامرة تفجير طائرات مدنية في رحلات عابرة للأطلسي العام 2006، وذلك باستخدام بمتفجرات سائلة. واعتبر القاضي ان المؤامرة لو نجحت لكانت بمثابة 11 ايلول (سبتمبر) جديدة، في اشارة الى الاعتداءات على نيويورك وواشنطن العام 2001. تزامن ذلك مع ظهور شريط مسجل جديد لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، دعا فيه الأميركيين الى الضغط على البيت الأبيض لوقف الحرب في العراق وأفغانستان. لكن بن لادن الذي بدا منهكاً في الشريط وتفادى لهجة التهديد المعتادة، رأى ان الرئيس الأميركي باراك اوباما «مستضعف» و»مقيّد بضغوط» الجمهوريين والمحافظين الجدد. وبعد محاكمتين وإجراءات استمرت سنوات، اصدرت محكمة «وولويتش» (جنوب شرقي لندن) احكاماً بلغ مجموعها 108 سنوات بحق المتشددين الثلاثة، اذ قضت بسجن «العقل المدبر» لمؤامرة تفجير الطائرات عبد الله احمد علي البالغ من العمر 28 سنة لمدى الحياة، على الا تقل مدة ايداعه السجن عن اربعين سنة. كما قضت بسجن اسد سروار (29 سنة) وتنوير حسين (28 سنة) لمدى الحياة، على الا تقل مدة احتجازهما عن 36 سنة للأول و32 سنة للثاني. وحكم على رابع يدعى عمر اسلام (31 سنة) بالسجن مدى الحياة على الا تقل المدة عن 22 سنة، بعد ادانته بالتآمر بهدف ارتكاب عمليات قتل. ويأتي ذلك بعد ادانة الثلاثة الأسبوع الماضي، بالتآمر لتفجير الطائرات خلال تحليقها. واعتبر القاضي ريتشارد هنريكيس المؤامرة «مخيفة وخطيرة»، وقال ان الرجال الثلاثة كانوا يملكون كميات من مواد «تكفي لصنع عشرين قنبلة». وقارن المؤامرة باعتداءات «11 ايلول» موضحاً انها «كانت قابلة للتنفيذ لولا تدخل الشرطة». وأكد القاضي ان «الضوء الأخضر» الأخير «جاء من باكستان»، مشيراً الى رسائل الكترونية تبادلها الرجال الثلاثة مع اشخاص اتصلوا بهم في باكستان. وكان المحكومون الثلاثة خططوا لتفجير سبع طائرات بقنابل يدوية الصنع بعد اعدادها على متن الطائرات باستخدام متفجرات سائلة منقولة بعبوات مشروبات. وكان من المخطط له ان تكون الطائرات السبع متوجهة الى كندا والولايات المتحدة من مطار هيثرو في لندن فوق المحيط الاطلسي في وقت واحد. وأدى الإعلان عن كشف هذه المؤامرة الى تعزيز الإجراءات الأمنية في شكل كبير في نهاية 2006، على متن الطائرات، وخصوصاً منع نقل السوائل التي يمكن حملها في حقائب اليد. وأوردت الصحف البريطانية ان المحكومين كانوا على اتصال في باكستان مع بريطاني من اصل باكستاني يدعى رشيد رؤوف يعتقد انه عضو في «القاعدة». واعتقل رؤوف في باكستان العام 2006 في اطار هذه القضية. وأدى اعتقاله الى تسريع توقيف علي وحسين وسروار وشركاء محتملين آخرين كانوا مراقبين جميعاً في لندن. ولم يصدر اي حكم على ثلاثة رجال يعتقد انهم شركاء للمتشددين الثلاثة، إذ فشلت هيئة المحلفين في تحديد مسؤولياتهم على الرغم من محاكمتين. الا ان النيابة العامة طلبت اجراء محاكمة ثالثة لهم وهم: ابراهيم سافانت (28 سنة) وعرفات وحيد خان (27 سنة) ووحيد زمان (24 سنة). وسيعلن القاضي قراره في هذا الشأن في الخامس من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.