وقعت مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، اتفاقاً لتسوير آبار صحراوية مهجورة، مع شركة «الفوزان لخدمة المجتمع»، التي تكفلت بإقامة المشروع وتنفيذه. وتصل كلفة المرحلة الأولى منه إلى نصف مليون ريال، فيما يبلغ إجمالي كلفته خمسة ملايين ريال. ويشمل 250 بئراً. وأوضح مدير مديرية الدفاع المدني في الشرقية اللواء حامد الجعيد، أن «فكرة المشروع انبثقت بعد سقوط شاب في محافظة حفر الباطن، خلال العام الماضي، في إحدى الآبار الصحراوية المهجورة، إضافة إلى وقوع حوادث مماثلة في بعض المحافظات والمناطق الصحراوية»، مضيفاً أن المشروع «يتضمن تسوير وتغطية 250 بئراً، من خلال وضع مادة معدنية صلبة، وأيضاًَ وضع قاعدة خرسانية قوية حول البئر»، موضحاً أنه سيتم «وضع علامات إرشادية للآبار والفوهات الخطرة في صحراء المنطقة». وأكد الجعيد خلال توقيعه الاتفاق، ظهر أمس، في محافظة الخبر، على أن «بداية المرحلة الأولى للمشروع ستكون في منطقة الصمان الصحراوية، التي تعد من أشد الأماكن خطورة، إذ تم عمل مسح ميداني لها، وتحديد المواقع الخطرة، التي تحتاج إلى تسوير، ووضع لوحات إرشادية»، مضيفاً أنه تم «التنسيق مع القسم الهندسي في المديرية، لعمل التصاميم الهندسية اللازمة». وأبان أن الهدف من وضع اللوحات الإرشادية هو «التعرف على المخارج، والاستدلال على الاتجاهات الصحيحة، لتفادي التعرض إلى السقوط في الآبار»، لافتاً إلى أنه سيتم «صبغها بألوان خاصة، لتسهيل رؤيتها في النهار والليل، إضافة الى تحديد جميع إحداثيات الآبار خلال الفترة المقبلة، والأماكن والخدمات القريبة منها، في خطوة تهدف إلى تحديد أماكن الأشخاص التائهين، أو الذين تعرضوا إلى السقوط في إحدى هذه الآبار». وقال الجعيد: «إن جميع الآبار التي سيتم تسويرها هي آبار مجهولة وغير مملوكة لأحد، فيما عدا بئرين تابعتين إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، تقعان في هجرة القرعة (الصمان)، سيتم تطويرهما وإعادة بنائهما من جانب الهيئة، لكونهما من الآبار التراثية». وأضاف أنه «سيتم خلال الفترة المقبلة، مناقشة وزارة الزراعة، حول إمكانية إعادة إحياء بعض الآبار المهجورة، من خلال قيامها بإعادة بنائها، وضخ المياه فيها من جديد، من أجل استفادة الأماكن المجاورة منها في أعمال الزراعة والري والشرب». بدوره، كشف رئيس مجلس المديرين في شركة الفوزان القابضة عبدالله الفوزان، أن «كلفة المرحلة الأولى في المشروع تبلغ نصف مليون ريال، وسيتم البدء في التنفيذ خلال الفترة المقبلة»، معتبراً عملية التسوير «الأولى من نوعها على مستوى المملكة، بهدف حماية العابرين، ومنع تعرضهم إلى مخاطرها»، مشيراً إلى وجود عدد من الفوهات والآبار الأخرى، التي «لا تزال مجهولة، وسيتم تحديدها في المراحل الأخرى من المشروع»، لافتاً إلى أنه تم «التنسيق مع إمارة الشرقية، لاتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات المناسبة مع مسؤولي هجر ومحافظات المنطقة». وأبان أنه سيتم «البدء في تنفيذ المراحل الأخرى للمشروع، والتي تقدر بخمس مراحل»، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى سيتم إنجازها في أسرع وقت، ويجري حالياً التنسيق والإعداد لتنفيذ المراحل الأربع الأخرى مع الجهات الرسمية»، مضيفاً أن «الكلفة الإجمالية لجميع المراحل تصل الى خمسة ملايين ريال»، مؤكداً أنه سيتم «توسعة المشروع، ليشمل جميع مناطق المملكة، وتحديد جميع الآبار والفوهات الخطرة التي تهدد سلامة المتنزهين».