طالب مشاركون في أمسية نظمتها إدارة وتأهيل العمران في المنطقة التاريخية التابعة لأمانة جدة أول من أمس، بزيادة الاهتمام بالمنطقة التاريخية، وتخصيص نسبة من رسوم اللوحات الإعلانية لترميم المباني فيها، مشددين على منع التجار من هدم المنازل القديمة، وتشييد مساكن حديثة بديلة عنها.ويرى مشاركون من رجال الفكر والثقافة أن تاريخ جدة الحضاري وكنزها التراثي يكمن في المنطقة التاريخية، مشيرين إلى أن وراء كل بيت من تلك البيوت حكاية وتاريخ طويل من سيرة الآباء والأجداد «بيد أن هذا الإرث غير مدون ولا يوجد له تأصيل في كتب أو مطبوعات». وأوضح مدير إدارة تأهيل وتطوير العمران في الأمانة الدكتور عدنان عدس أن الأمسية الثقافية التي شارك فيها أعيان جدة ومثقفوها تهدف للتأصيل لبيوت جدة وتاريخها، والتوصل إلى تسميتها وتوثيقها، لافتاً إلى أن الأمسية ركزت على استعراض بيوت جدة المهمة والمصنفة تاريخياً. وأكد أن الأمانة تعتزم عمل لوحات نحاسية أو رخامية تثبت على كل بيت تحكي فيها بسيرة مختصرة عن البيت، وتاريخ بنائه، واسم مالكه، والتاريخ لبيوت المشاهير في الفن والفكر والأدب والرياضة من أهل جدة، وحتى البيوت التي سكنها بالإيجار، بعد ترميمها لتتعرف الأجيال المقبلة على هذا الإرث الحضاري. وقال: «إن المشاركين من رجال الفكر والثقافة والمهتمين بجدة التاريخية، سيكون لكل منهم نصيب في التسمية والتأصيل لهذه البيوت وزمانها، ليتم التوافق بين الجميع على كل بيت من بيوت جدة التاريخية والتي يصل عددها إلى ما يقرب من 400 بيت في المنطقة التاريخية»، موضحاً أن المشكلة ليست في تسمية جميع البيوت، ولكن هناك عدد من البيوت التاريخية يدور حولها جدل في التسمية كبيت الشربتلي وبيت أبو دحيلس «وفي مجموعها لا تزيد على 10 بيوت سيتم التباحث حولها في عدة جلسات من أجل الاستقرار على مسميات لها». بدوره، دعا رجل الأعمال عبدالمجيد بترجي إلى «ضرورة الحفاظ على تراثنا وتاريخنا، وحث العوائل التي لايزال بعض أفرادها على قيد الحياة على ترميم بيوتهم والعناية بها لتعود كما شيدها الآباء والأجداد». وأوضح أنه استطاع أن يلم شمل عائلة البترجي والورثة، والاتفاق على إعادة ترميم بيت البترجي، لافتاً إلى أنه جرى التواصل مع السفارة الأميركية التي سكنت البيت في مرحلة تاريخية، ولديهم بعض المقتنيات يرغبون في عرضها بمعرض المنزل، مؤكداً أنه مع نهاية عام 2009، بداية عام 2010 سيتم البدء جدياً في ترميم المنزل. وأشار بترجي إلى أن عملية التوثيق لتاريخ البيوت ستزيد من قيمتها التاريخية، متوقعاً أن ملاك البيوت الحاليين لن يمانعوا في إطلاق اسم جديد على منزلهم، «ولكن علينا أن نوائم بين ذلك بمعنى أن نقول أن البيت هو بيت فلان أو سكنه فلان وتعود ملكيته لفلان وبهذا نكون حفظنا حق المالك الأصلي والساكن الجديد». إلى ذلك، وصف الكاتب ورجل الأعمال أحمد باديب عدداً كبيراً من بيوت جدة التاريخية ومسمياتها الأصلية، كبيت باجنيد والشريف عبدالإله في حارة الشام، وبيت شهبندر التجار، وبيت نصيف وبيت نور ولي وبيت بكر خميس وغيرها من البيوت التي كانت في مجملها بيوت بسيطة، عبارة عن قسمين مؤخر ومجلس. ويرى أن عدداً من البيوت في المنطقة التاريخية أهلها غير متعاونين، مشيراً إلى أنه اشترى منزلاً في المنطقة التاريخية مقابل بيت قابل وسيعيد ترميمه ليكون مقراً لجائزة أدبي جدة للإبداع. وحض باديب أمانة محافظة جدة على التواصل مع التجار ومنع شراء البيوت القديمة لإقامة عمارات مكانها، لافتاً إلى أن الأمانة لو استطاعت أن تقنع 100 تاجر بأن يرمم كل منهم بيتاً «لأصبح لدينا 100 منزل في المنطقة التاريخية، أعيد ترميمه على أحدث أنظمة الترميم، ووفقاً لما كان عليه في السابق للحفاظ على هذا التراث الكبير المهدد بالزوال».