أغلق ملف الزوار اللبنانيين المخطوفين في أعزاز بخاتمة سعيدة. ينتظرهم اهلهم في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت، بعد أن أطلق سراحهم مساء أمس، وتم نقلهم من مكان احتجازهم في الأراضي السورية الى تركيا، في إطار صفقة قد تتوسع لتشمل أسرى ومعتقلين من أطراف الحرب في سورية، وتشارك فيها السلطة الفلسطينية وقطر. واعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان "الطيارين التركيين المخطوفين في لبنان منذ اكثر من شهرين سيطلقان في اقرب وقت"، بموجب "اتفاق" تم التوصل اليه بين السلطات اللبنانية والجهة الخاطفة. وجاءت هذه الخاتمة لملف المخطوفين اللبنانيين تتويجاً لجهود بذلها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عبر زيارات قام بها ما بين بيروت وتركيا وسورية، التي اكد انها استجابت وقدمت تسهيلات جدية، وكذلك عبر دور فلسطيني تولاه سفير فلسطين في تركيا الذي كان له دور اساسي، بخاصة لجهة التواصل مع الجهات الخاطفة والتنسيق مع الجانب التركي وكذلك مع قطر، التي برز حضورها في الفترة الأخيرة وتكليف امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وزير الخارجية القطرية خالد العطية المواكبة المباشرة لهذه المسألة. وكانت وزارة الخارجية القطرية قد اعلنت ان الوساطة، التي قامت بها دولة قطر أفضت إلى الافراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز. واعلن الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بمتابعة مخطوفي اعزاز، انه تبلغ رسمياً من اللواء عباس ابرهيم، ان "الخاتمة السعيدة لقضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز قد تمت، ونحن بانتظار تحديد الوقت لعودتهم الى لبنان". وهنأ الرئيس نجيب ميقاتي اللبنانيين التسعة المحررين من سورية، متمنياً عودتهم سريعاً الى وطنهم، وشكر "كل من أسهم في العمل على الافراج عنهم من الدول الشقيقة والصديقة". وكان الرئيس ميقاتي تابع هذا الملف اليوم من خلال سلسلة اتصالات مع كل من وزير خارجية قطر اللواء خالد العطية الموجود في تركيا، وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو ومع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم الذي ابلغه ليلاً "أن اللبنانيين المحررين باتوا في مكان آمن تمهيدا لعودتهم". وتبلغ الرئيس ميقاتي من وزير خارجية قطر"أنه سيرافق اللبنانيين المحررين الى لبنان شخصيا قبل ان ينتقل الى قطر". واشاد الرئيس ميقاتي بالجهود الكبيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في معالجة هذا الملف. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن التواصل مع الطياريْن التركييْن المخطوفين في لبنان سيتم في اسرع وقت ممكن، وأن "نتائج إيجابية في هذا الصدد قد تتحقق في اية لحظة". وذكرت وكالة انباء الأناضول، امس، ان اردوغان تحدث هاتفياً مع دبليك اكبينار زوجة الطيار التركي المخطوف مراد اكبينار ليهنئها بعيد الاضحى، وأكد لها ان من الممكن تحقيق نتائج ايجابية في هذه القضية في اية لحظة. وقالت مصادر تركية إن الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستشهدها تركيا في العام 2014 شكلت أكبر عنصر ضغط لإنهاء هذا الملف، فضلاً عن التحول الحاصل في الموقف القطري ازاء عدد من القضايا الإقليمية. وكان أهالي المخطوفين تحركوا ضد المصالح التركية، فنفّذ عدد منهم اعتصاماً أمام المركز الثقافي التركي ومكتب الخطوط الجوية التركية في قلب بيروت واقفلوا مدخل المركز. وخطف الاهالي طيارين تركيين واحتجزوهما للضغط على الحكومة التركية لمعاودة جهودها من أجل الإفراج عن اللبنانيين التسعة المخطوفين في أعزاز.