تكرر اللبنانية عائشة البالغة من العمر 25 عاماً جملة واحدة «أعيدوا لي ابنتي، أريد ابنتي»، بعد أن نجت بأعجوبة مع زوجها السوري من غرق زورق المهاجرين الجمعة قرب مالطا، إلا أن رجال الإسعاف نقلوا طفلتها البالغة 17 شهراً إلى لامبيدوزا في إيطاليا. ومع أنها في عداد ال206 أشخاص الذين نجوا من غرق الزورق وتوزعوا بين مالطا وصقلية فإنها لا تتوقف عن البكاء وتطالب بابنتها. تقول عائشة لفرانس برس بعد أن نقلت إلى مركز إيواء في مالطا «أنا سعيدة لأنني على قيد الحياة إلا أنني أريد أن تكون ابنتي معي. أنا متأكدة أنها على قيد الحياة لأنها كانت بصحة جيدة عندما انتزعوها من يدي». وروت أنها كانت تمسك بها عندما قام أحد رجال الإسعاف من البحرية الإيطالية بانتزاع الطفلة مرام منها ونقلها إلى لامبيدوزا بالخطأ على الأرجح. وكانت عائشة غادرت مع زوجها علاء (27 عاماً) سورية قبل نحو ثلاث سنوات وتوجها إلى ليبيا وهي حامل بابنتها عائشة. وابتدأت المشاكل عندما رفضت السلطات المحلية الليبية إعطاء الطفلة شهادة ميلاد. وقالت عائشة: «أصبحت الحياة صعبة جداً في ليبيا لذلك قررنا الرحيل وعرفنا أن هناك إمكانية للانتقال إلى أوروبا عبر البحر». وتوجهت الأسرة الصغيرة الخميس الماضي إلى مرفأ زوارة الليبي واستقلوا زورقاً مطاطياً كبيراً بعد أن دفعوا للمهربين 1500 دولار عن كل شخص و900 دولار عن الطفلة. إلا أن الزورق الذي كان ينقل ما بين 270 و400 شخص (بسبب اختلاف المعلومات حسب الشهود) غرق بعد أن وصل إلى مسافة 120 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وتروي عائشة «غادرنا نحو الساعة 22,00 (20,00 تغ) وقام عناصر الميليشيا الليبية بمواكبتنا على متن زوارق أخرى طيلة خمس ساعات ثم وجهوا فجأة أسلحتهم باتجاهنا مطالبين بمزيد من المال. ولما لم يحصلوا على ما يريدونه بدأوا بإطلاق النار علينا فجرحوا شخصين». وأصيب الزورق ببضع رصاصات وبدأ يغرق لكن عائشة وعلاء تمكنا من ارتداء سترتي نجاة ونجوا من الموت غرقاً مع ابنتهما. وخلال المقابلة مع عائشة أكد لها ممثل لوزارة الداخلية المالطية أن السلطات تقوم بكل ما هو ممكن لإعادة ابنتها إليها إما بنقلهما إلى لامبيدوزا أو نقل ابنتهما إليهما في مالطا. عندها قالت عائشة "أنا سعيدة الآن، أريد ابنتي».