أحرق مجهولون خيماً تابعة لنازحين سوريين إلى لبنان في بلدة بدنايل (البقاع) بواسطة قنانٍ من البنزين المحترق، ما أدى إلى اشتعال خيمتين بالكامل وتضرر خيمة ثالثة من دون وقوع إصابات. وتقدم عبدالله حمادة (سوري) بشكوى قضائية ضد مجهول، فيما أشارت مصادر أمنية إلى وجود إشكالات وخلافات سابقة بين النازحين السوريين وعدد من أهالي البلدة. وتابع المسؤولون اللبنانيون أمس، ملف النازحين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، فيما انتهت المنظمة الدولية للهجرة من المسح الميداني الذي تنفذه بالاشتراك مع برنامج الغذاء العالمي للبنانيين المقيمين في سورية. واطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليبو غراندي على ما تقوم به «أونروا» في موضوع النازحين الفلسطينيين من سورية وكذلك الفلسطينيين في المخيمات، إضافة إلى مسألة العبء الذي يشكله اللجوء من سورية إلى لبنان اجتماعياً وديموغرافياً وأمنياً. ونقل غراندي «أجواء ايجابية عن الاجتماعات التي تُعقد في الأممالمتحدة والمنبثقة من مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي عُقد في نيويورك نهاية الشهر الماضي»، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وبحث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع سفير بريطانيا لدى لبنان توم فليتشر في كيفية دعم مجموعة العمل الدولية للبنان في ما خص ملف النازحين. وقال فليتشر بعد اللقاء: «هو دعم لسيادة لبنان وحياده في هذا الوقت. بحثنا في تأمين مزيد من الالتفاف بشأن هذا المشروع الداعم للبنان خلال الأشهر المقبلة، والتي ستكون صعبة». والتقى ميقاتي غراندي في حضور المديرة العامة ل «أونروا» لدى بيروت آن ديسمور ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني خلدون الشريف. ووضع غراندي ميقاتي في جو عمل «أونروا» مع الفلسطينيين المقيمين في لبنان والنازحين من سورية، معبراً عن «حاجة أونروا لدعم الحكومة اللبنانية في علاقاتها الدولية والعربية». وقال: «أبلغت السلطات اللبنانية أننا نقدر على مواصلة سياسة الانفتاح، من دون تمييز بين السوريين والفلسطينيين الذين يجتازون الحدود»، مؤكداً التركيز على «المجموعات التي دخلت وأقامت في لبنان. ولاحظنا أن الكثير من الأشخاص دخلوا ثم عادوا إلى سورية مجدداً. ووضعنا بعض القواعد في إطار تقديم مساعداتنا، فهناك مدة محدودة يجب أن يكون فيها النازح في لبنان لكي تصبح إقامته شرعية». وأعلن عن «وجود نحو 48 ألف فلسطيني بينما كان العدد في وقت سابق نحو تسعين ألفاً». وأضاف: «أبلغت رئيس الحكومة أن أي تقرير من أونروا يشير إلى التخلي عن اللاجئين يجب عدم الأخذ به على الإطلاق، لأن لا صدقية له. سنواصل دعمنا للاجئين الفلسطينيين والوافدين من سورية الذين هم الآن لاجئون للمرة الثانية، ويفرون من ظروف صعبة جداً ودراماتيكية حتى يصار الى تحقيق وتطبيق حل عادل ودائم. وهذا يقودنا الى مسار سياسي آخر، وهو مسار السلام الفلسطيني- الإسرائيلي». وأكد ميقاتي «ضرورة الإبقاء على خطة الطوارئ في مخيم نهر البارد، لا سيما في ما يتعلق بمعالجة الأمراض المستعصية، وفق ما تضمنته الرسالة التي وجهها رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني خلدون الشريف إلى السيدة آن ديسمور في تاريخ الثاني من ايلول (سبتمبر) الماضي». وكذلك، عرض وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل مع غراندي واقع النازحين الفلسطينيين وتداعيات نزوحهم الى لبنان على المستويات كافة، في الوزارة. ولفت غراندي بعد الاجتماع الى أن «وضع هؤلاء النازحين يختلف عن وضع النازحين السوريين لناحية متطلبات التعليم والطبابة وفي امكانهم اتباع التدابير ذاتها للحصول على التقديمات التي يمكن تقديمها الآن في ضوء الضائقة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة». إلى ذلك، التقى الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء ابراهيم بشير في مكتبه وفداً من المنظمة الدولية للهجرة برئاسة انجيلا سانتوتشي التي أبلغته الانتهاء من المسح الميداني الذي تنفذه الهيئة بالاشتراك مع برنامج الغذاء العالمي للبنانيين المقيمين في سورية، ووضع تقرير عن أعدادهم ومراكز وجودهم وحاجاتهم، على أن تنتهي عملية المسح والتسجيل يوم الاثنين 14 الجاري ثم تبدأ المرحلة الأولى من تقويم حاجاتهم. يذكر أن المسح الميداني استغرق مدة شهرين ونفذه فريق عمل تابع للهيئة العليا للإغاثة بتوجيه من ميقاتي وبمتابعة من أمين عام الهيئة. وغادرت الدفعة الثانية من النازحين السوريين في لبنان إلى ألمانيا ضمن الاتفاق الذي يشمل نقل نحو 4 آلاف نازح سوري إلى ألمانيا، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.