طهران – أب، رويترز، أ ف ب - حذّر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، من ان التراجع عن «الحقوق» النووية يعني «انهيار» النظام، مؤكداً ان النظام سيتعامل ب «قسوة» مع معارضيه، كما حذر من أي مسعى الى تحويل ايران الى «جمهورية إسلامية زائفة». وقال خامنئي خلال خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران: «يجب لزوم الحزم للدفاع عن حقوقنا في المجال النووي. ان التخلي عن الحقوق سواء في المجال النووي او غيره، يعني انهيار» النظام. وكان مجتبى ثمرة هاشمي وهو احد مستشاري الرئيس محمود احمدي نجاد، قال لصحيفة «واشنطن بوست» ان ايران تريد «بالتعاون مع كل الدول، إطاراً دولياً يحظر البحوث حول الاسلحة النووية وانتاجها وامتلاكها وانتشارها، ويؤدي الى تدمير الاسلحة النووية الموجودة». ورداً على سؤال حول تعليق تخصيب اليورانيوم، أجاب هاشمي: «من الواضح ان كل النشاطات النووية للجمهورية الاسلامية حتى الان وفي المستقبل، متطابقة مع معاهدة الحد من الانتشار النووي. من الواضح ايضاً ان النشاطات الشرعية والقانونية هي من حق كل الدول». واشار الى إن «وسائل منع صنع أسلحة نووية و(إنشاء) نظام موسع لمنع انتشار الأسلحة النووية، جزء من رزمة الاقتراحات» التي اكد انها «تشمل على الاقل 3 مجالات: الاقتصاد والسياسة والمشاكل الدولية». وأكد خامنئي ان «النظام الإسلامي سيتعامل بقسوة ضد الذين استلوا سيوفهم لمحاربته ومقاومته»، مضيفاً ان «النظام الإسلامي لن يواجه المعارضة المبنية على الحق والصدق، طالما انها تتحرك في اطار المبادئ ولا تسعى الى العنف، لكنه سيتعامل بحزم مع اولئك الذين يستهدفون أمنه. نريد ان نوحّد اكبر عدد من الناس وإبعاد الحد الأدنى الممكن. الذين لديهم مواقف معارضة يمكنهم القيام بنشاطات في هذا الإطار، لكن الذين يتحركون ضد المبادئ والأمن، سيتحرك النظام ضدهم». وزاد ان «بعضهم يكررون من دون توقف ان الشعب فقد الثقة في النظام. أجيبهم: عندما يشارك 40 مليون شخص في الانتخابات، هذا يعني انهم يثقون. الشعب يثق في النظام والعكس صحيح». واعتبر «وجود المعارضة ظاهرة صحية، شرط عدم استهدافها أمن المجتمع ومبادئ النظام. اختلاف وجهات النظر امر مستحسن ومفيد، على ألا يستهدف مبادئ الثورة وأهدافها»، مؤكداً ان «الشعب الإيراني يثق بالنظام الإسلامي ولا يخلي الساحة للأعداء». وقال: «كلما تخلينا عن الشعارات الثورية والإسلامية، كلما تقدم العدو بجرأة اكثر». وحذر خامنئي من أي مسعى الى تحويل ايران الى «جمهورية إسلامية زائفة، بطبيعة علمانية ولكن مع ظاهر اسلامي» كما اراد بعضهم خلال السنين العشر الأخيرة، في اشارة على ما يبدو الى رئاسة محمد خاتمي (1997 - 2005). ولفت الى انه خلال السنين الأولى من الثورة، استُبعد مسؤولون بارزون في الجمهورية الإسلامية، لتشكيكهم في المبادئ الثورية. وقال ان الإمام الخميني تعامل مع أشخاص من «ذوي الخلفية الثورية والدينية»، كما شغلوا مناصب بارزة. وحذر من «اخطار فصل الدين عن السياسة، اذ تنفصل بذلك عن الأخلاق». وتطرق المرشد الى «يوم القدس العالمي» الذي يصادف الجمعة المقبل، والذي دعت المعارضة الى استغلاله للاحتجاج على نتائج الانتخابات والانتهاكات التي ارتُكبت بعدها. وأكد ان «يوم القدس متعلق فقط بإحياء القضية الفلسطينية، ويجب الامتناع عن اثارة قضايا أخرى في هذا اليوم تؤدي الى الفرقة»، داعياً «الشعب الى توخي اليقظة وإحياء المناسبة بصفتها مظهراً لوحدة الشعب الإيراني. واعتبر ان «الكلام موجه الى التيارات السياسية والمسؤولين والشخصيات السابقة واللاحقة»، معرباً عن امله بأن تكون هذه «الحقائق والنصائح» مفيدة للكل. في الوقت ذاته، اعتبر المرشح الإصلاحي الخاسر مهدي كروبي ان السلطة لا تريد الحصول على أدلة حول سوء معاملة متظاهرين محتجزين. وقال في رسالة مفتوحة الى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني نُشرت على موقعه الإلكتروني: «أُريد ان اعرف اكثر من اي وقت مضى سبب تزايد الترهيب، عندما ارى قائد مؤسسة عسكرية يصدر في بريد الكتروني اوامر لوزارة الصحة بعدم اعطاء شهادات طبية للمتظاهرين المصابين». ولم يكشف كروبي اسم القائد العسكري او الهيئة العسكرية التي اصدرت هذه الأوامر، لكن موقعي «نوروز نيوز» و «موجكامب» نشرا الرسالة وأكدا ان كروبي يتحدث عن قائد «الحرس الثوري» محمد علي جعفري. وأضاف كروبي: «كنا نتساءل في الماضي لماذا يتدخل الجيش في الشؤون السياسية والاقتصادية، والآن بات يتدخل في الشؤون الطبية». وزاد: «لا تدعوا القوات المسلحة وشبه العسكرية تبدأ، بعد فرض وصايتها على السياسة والطب، التفكير في التدخل في الشؤون القضائية وتضيف قمة أخرى لفتوحاتها بعد الانتخابات». الى ذلك، افاد موقع «اعتماد ملي» التابع لكروبي بأن محمد عزلتي - مقدم الذي شارك في مقر حملة المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي قبل الانتخابات الرئاسية، بات ثالث معارض يُحتجز في الأسبوع الحالي، بعد اعتقال الإصلاحيين البارزين علي رضا حسيني بهشتي ومرتضى الويري الثلثاء الماضي.