كشف وكيل الوزارة المساعد والمدير العام لفرع وزارة الحج بمحافظة جدة عبدالله مرغلاني ل«الحياة» عن شروع وزارته في تشييد المواقع الخاصة للفروع النسائية في كل من مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، وجدة والتي سترى النور قريباً، وسيكون عمل المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في ظل التعاليم الشرعية، مشيراً إلى أن وظائفهن تتمثل في برامج استقبال المعتمرات والحاجات القادمات إلى السعودية والبرامج الإدارية المساندة، مثل النسخ والترجمة، إضافة إلى الأعمال الميدانية والإدارية الأخرى. وأوضح أنه صدرت توجيهات للخطوط السعودية بمساعدة كل الحجاج المتأخرين والذين لا يستطيعون الوصل في نهاية اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، والسماح لها بالعمل خلال يوم واحد إضافي على الفترة المحددة لإغلاق المطار، والمتمثل في اليوم الخامس من الحج لإحضار الحجاج الذين تعثرت بهم السبل. وأكد مرغلاني أن السعودية تمنع تسييس الحج بأي حال من الأحوال في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها الدول العربية، موضحاً أن أنظمة المملكة وتعليماتها في كل مجالاتها بما فيها النواحي الأمنية ثابتة وغير قابلة للتغيير أو التبديل، والهدف منها توفير الجو الإيماني والروحي للحاج لكي يؤدي الفريضة بيسر وسهولة في إطار أمني لا تشوبه شائبة. وبين أن أعداد الحجاج السوريين تقلصت هذا العام بنسبة 85 في المئة، مرجعاً السبب إلى الأوضاع المأسوية التي تشهدها سورية، ليتراوح عدد الحجاج القادمين لحج هذا العام ما بين 3000 و 4000 حاج، وهنا نص الحوار: ماهي الآليات التي تتخذها وزارة الحج في موسم حج 1434ه؟ - المملكة العربية السعودية والجهات المعنية كافة لحجاج بيت الله الحرام تسعى في كل عام إلى وضع خطط طموحة تنفيذية لخدمة الحجاج القادمين من الخارج، فالحج عبارة عن منظومة تشترك فيها جهات عدة من ضمنها وزارة الحج التي تستعد كل عام بطاقاتها المادية والبشرية لخدمة حجاج بيت الله الحرام منذ وقت باكر، فما ينتهي موسم حج إلا وتبدأ بالشروع بخطط تشغيلية للعام الذي يليه، وتبدأ بدرس الإيجابيات والسلبيات والعمل على تكريس هذه الإيجابيات وتلافي السلبيات. ويتم دعوة كل الدول ابتداء من شهر ربيع الثاني من خلال مكاتب الحج للتباحث مع السعودية ممثلة في وزارة الحج عن موسم الحج المقبل، وبمجرد اعتماد هذا الجانب يتم التنسيق بعد ذلك مع الأجهزة الحكومية كافة ذات العلاقة عن خدمات حجاج بيت الله، وما أن نصل إلى رمضان المبارك حتى تكون الخطط التشغيلية الخاصة بخدمة الحجاج جاهزة ومنسقة، ويتم عرضها على وزير الحج لاعتمادها واعتماد المبالغ المالية اللازمة، وابتداء من غرة شوال تكون الخطة جاهزة للتفعيل على أرض الواقع، إذ تبدأ مدينة جدة منذ النصف الآخر من شهر شوال في استقبال الحجاج وحتى الرابع من ذي الحجة، وبعد أداء الفريضة يبدأ موسم المغادرة من ال14 من ذي الحجة وحتى ال15 من محرم. كم عدد الحجاج المتوقع وصولهم لأداء فريضة حج هذا العام؟ وكم بلغ عدد القادمين حتى الآن؟ - عدد حجاج بيت الله الحرام المتوقع وصولهم لهذا العام 1,4 مليون حاج بعد أن تم تقليص أعدادهم بنسبة 20 في المئة، فيما وصل إجمالي عدد الحجاج الذين قدموا وحتى اليوم ال24 من ذي القعدة 791,425 حاجاً من منافذ الدخول في السعودية كافة، بدأنا بتنفيذ الخطة التشغيلية بشكل جيد، ونأمل أن ينتهي موسم القدوم خلال الأيام المقبلة، وجميع الحجاج يصلون إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والميناء الإسلامي بيسر وسهولة في ظل إجراءات سهلة ومعروفة سلفاً للحاج قبل حظوره. بخصوص تطبيق البرنامج الجديد «التفويج الإلكتروني لخدمة الحجاج» لهذا لعام... كيف يتم تفعيل هذه الآلية؟ - سيتم تفعيل هذا البرنامج عند تفويج الحجاج في مرحلة المغادرة، ورغم أنه برنامج جديد على موسم الحج إلا أنه ليس جديداً، إذ تم تطبيقه في موسم العمرة تجريبياً، وكانت تجربة ناجحة أدت إلى نتائج إيجابية في خدمة الحجاج، من حيث سرعة وصولهم إلى المطار في مواعيد رحلاتهم لمنع أي تكدس في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مرحلة المغادرة، والبرنامج تم درسه وتلقيحه عقب موسم عمرة 1433ه الماضي، وسيتم تطبيقه في موسم هذا العام، والذي سيبدأ من ال14 من ذي الحجة وحتى ال15 من محرم. ويهدف البرنامج من الأساس إلى السرعة والدقة بالأداء والمراقبة الدقيقة لكل مرحلة من مراحل تحرك الحجاج، ورصد الحافلات المقلة لحجاج بيت الله الحرام منذ أن يطلب إذن التفويج من البوابة الإلكترونية في الوزارة، وتصدر لهم حافلات لنقلهم حتى يصلوا إلى المطار أو الميناء ومن ثم مغادرتهم إلى بلادهم، وتم الاستعاضة عن التفويج المعتاد الذي يربط بين الحاج ومؤسسة الطوافة والنقابة العامة للسيارات، أما الآن فالوزارة تدخلت بشكل كبير لمراقبة أداء مؤسسات الطوافة في مكةالمكرمة في ما يتعلق بالتفويج تحديداً، والنقابة العامة للسيارات حتى يصل الحاج إلى المطار بيسر وسهولة. الأمير خالد فيصل دعا إلى إنشاء جامعة للحج والعمرة... ما تعليقك على ذلك؟ - الأمير خالد فيصل صاحب المبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بخدمة بيت الله الحرام، وستجد دعوته صدى كبيراً كونها تهدف إلى رفع مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج، من خلال تأهيلها للكوادر التي تسهم بفاعلية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وأتمنى أن نرى جامعة للحج والعمرة تعنى بشؤون الحجاج والمعتمرين. هل دور وزراة الحج سيتمثل في تأهيل الكوادر؟ - الكوادر الحالية سيعاد تأهيلها في إطار هذه الجامعة، وسيكون هناك برامج وخطط تعليمية وتدريبة طموحة، إضافة إلى استقطاب عناصر جديدة يتم تعليمها وتدريبها لكي تنضم إلى الكوادر الحالية، وتسهم في النهوض بخدمات أفضل للحجاج والمعتمرين. المرحلة الانتقالية التي تعيشها مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال الأعوام القلائل... هل ترى أنها جاءت متأخرة؟ - كل المشاريع التي تسعى لتنفيذها الحكومة السعودية تصب في خدمة الحجاج والمعتمرين، وهذه المشاريع تتواكب مع الأعداد التي تصل سنوياً إلى المملكة، فهناك زيادة في أعداد الحجاج بالعالم، ما يستدعي المملكة إلى تهيئة بنيتها التحتية توافقاً مع الزيادة التي تتم سنوياً، كمشروع المطاف، جسر الجمرات، والقطارات، فأرى أن المشاريع جاءت مواكبة للعصر، وأتمنى أن تكتمل هذه المشاريع كما هو مخطط لها. هناك اتهامات موجهة إلى وزارة الحج من شركات الحج التي أعلنت عن خسائرها بسبب قرار تقليص الحجاج إلى 20 في المئة، واصفة القرار بالمفاجئ... ما تعليقك على ذلك؟ - تقليص أعداد الحجاج «لا بد وأن يكون» حتى نمنح المشاريع الفرصة لتتحقق، ولم تكن المشاريع مفاجئة، إذ أعلن عنها قبل تنفيذها، والعالم الإسلامي يعلم أن هناك مشاريع قائمة في السعودية، ويعلم أن هذه المشاريع ما وجدت إلا لخدمتهم، باعتبار أن السعودية مسؤولة عن الحرمين الشريفين، فالقرار ليس مفاجئاً، وهناك خطط استراتيجية لتنفيذ المشاريع في المشاعر المقدسة والمدينةالمنورة. في ظل الاضطرابات السياسية التي يعيشها العالم العربي... هل المملكة العربية السعودية اتخذت إجراءات سياسية جديدة لموسم الحج هذا العام؟ - أنظمة السعودية وتعليماتها في كل مجالاتها بما فيها النواحي الأمنية هي أنظمة ثابتة لا تتغير ولا تتعدل، الهدف منها توفير الجو الإيماني والروحي للحاج لكي يؤدي الفريضة بيسر وسهولة في إطار أمني لا تشوبه شائبة. وفي كل عام يتم التأكيد على عموم بعثات الحج أن السعودية تمنع تسييس الحج بأي حال من الأحوال، فالحاج حينما يقدم إلى السعودية يقدم لأداء فريضة معينة، ونسهل له كل الإمكانات ليؤدي هذه الفريضة، والأمور الأخرى كافة تعتبر في إطار شاذ لا ننظر لها، لكن... تظل الاحتياطات موجودة إذا حدث أي مكروه يكدر صفو الحجاج، والسعودية قادرة على ضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه على تعكير صفو الحاج والتأثير على أداء فريضته. الأوضاع التي تشهدها سورية أخيراً... هل أثرت في أعداد الحجاج القادمين لهذا العام؟ - أثرت تأثيراً كبيراً، إذ انخفضت نسبة السوريين القادمين لأداء فريضة الحج لهذا العام إلى 85 في المئة، رغم أن السعودية منحت سورية الحصة كاملة وبنفس التي كانت تمنحها لها قبل حلول الأزمة، والتي تبلغ حوالي 22,500 تأشيرة، دعماً للأخوة السوريين، إلا أنه وبالتفاهم مع الائتلاف السوري الذي حدد 15 ألف حاج وفقاً للإمكانات المتاحة لهم، ووافقت السعودية لهم بمحضر الاتفاق وعمم على السفارات في كل من مصر، الأردن، لبنان، وتركيا بنفس العدد الذي طلبه الائتلاف السوري، ومن ثم تم تقليص أعداد الحجاج بناءاً على طلب الائتلاف السوري حتى وصل إلى 3000 أو 4000 حاج، نظراً إلى الظروف المأسوية التي تعيشها سورية أخيراً. المرأة السعودية ووزارة الحج... هل هناك خطط مستقبلية لانخراط المرأة داخل الوزارة؟ - المرأة تحظى باهتمام كبير من وزارة الحج، وسيكون هناك فروع نسائية في كل من مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، وجدة، إذ بدأت الاستعدادت بإنشاء المواقع الخاصة بالأقسام النسائية بما يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وسيكون عمل المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في ظل التعاليم الشرعية، وجميع الأعمال التي تسند إليها تسهم في تحقيق أهداف وزارة الحج، وستستكمل الإجراءات الخاصة بهذه الإنشاءات وتوظيف الكوادر النسائية في الأيام المقبلة. نوع المجالات التي ستنخرط بها المرأة داخل الوزارة؟ - ستعمل على برامج استقبال المعتمرات والحاجات القادمات إلى السعودية وفي البرامج الإدارية المساندة، مثل النسخ والترجمة، إضافة إلى الأعمال الميدانية والإدارية. توظيف المرأة في أكبر وزارة الحج... هل من الممكن اعتبارها رسالة رد على كل من يمنع عمل المرأة؟ - خادم الحرمين الشريفين أعطى الفرصة للمرأة لتعمل في كل المجالات طالما أنها تعمل في إطار تعاليم وحدود الشريعة الإسلامية، فلا أتصور إذا عملت المرأة في هذا الإطار أن تواجه المنع، سواء كانت وزارة تهتم بالنواحي الدينية والإسلامية أم أي وزارة أخرى. على خلفية الطائرة النيجيرية التي وصلت العام الماضي والتي تحمل نساء من دون محارمهن... هل تم استقبال طائرة شبيهة لها هذا العام؟ وهل السعودية تشترط وجود المحرم لحجاج الخارج؟ - لا لم تصل إلى حد الآن أي طائرة هذا العام مشابهة للطائرة النيجيرية، وبالتأكيد فإن السعودية تشترط وجود المحرم، أو وجود رجل ضمن المجموعة التي تندرج معهم المرأة الحاجة. من المعلوم أن آخر موعد لاستقبال الرحلات الجوية لحجاج بيت الله الحرام هو الرابع من ذي الحجة... هل هناك رحلات استثنائية لهذا العام؟ - صدرت في هذا العام توجيهات للخطوط السعودية بمساعدة كل الحجاج المتأخرين والذين لايستطيعون الوصل في نهاية اليوم الرابع من ذي الحجة، استثناء للخطوط السعودية فقط لمساعدة الحجاج في الوصول إلى السعودية، وسمح لها بالعمل خلال يوم واحد إضافي على الفترة المحددة لإغلاق المطار، وستعمل فقط يوم الخامس من ذي الحجة لإحضار هؤلاء الحجاج الذين تعثرت بهم السبل. هل تم رصد تأشيرات مزورة من الحجاج عبر المنافذ؟ -الحمدلله لم يتم رصد أي تأشيرات مزورة إلى حد الآن. هل وجدت حالات وفاة هذا العام... وكيف يتم التعامل مع الحالة المتوفاة؟ - لم تحدث أي حالة وفاة لهذا لعام حتى الآن، أما عن آلية التعامل مع الحالة فتتم من خلال التنسيق مع مكتب شؤون الحج المسؤول عن رعاية هذا الحاج، ويتم إصدار شهادة الدفن من طريق الشؤون الصحية، ومن ثم شهادة الوفاة، ويتم دفن الجثمان في مدينة جدة أو مكةالمكرمة، وفي حال الرغبة في إرسال الجثمان إلى موطن الحج تتكفل البعثة المنسوب إليها المتوفى في كلفة الجنازة.