من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي لدينا، لا يمكن أن تمر عليه كثرة كوادر الإخوان المسلمين، يكتبون ويشاركون بأسمائهم الصريحة، وقد ظهرت وارتفعت روحهم المعنوية أيام حكم الإخوان المسلمين في مصر، بل إن بعضهم أفردت لهم الصفحات للكتابة في صحف قومية مصرية لم يكونوا يحلموا أن يشاركوا فيها في يوم من الأيام، والبعض الآخر منهم صدرت أوامر وزير الإعلام المصري لنقل خطبهم في صلوات الجمعة التي شاركوا فيها في المساجد المصرية على القنوات التلفزيونية المصرية الرسمية وإعادة بثها مرات تلو الأخرى. دول خليجية لم تخفِ سياساتها الحازمة والجادة، للتصدي لأتباع هذه الحركة، فقد أعلنت الكويت أخيراً خطة لتطهير أجهزتها الرسمية من الكوادر الإخوانية، والإمارات واضحة في التصدي لهم منذ فترة طويلة، وهذا باعتقادي لم يقلل من أعدادهم في الأجهزة الرسمية في البلاد لدينا، ولظروف تاريخية وسياسية تم استضافة بعض رموزهم في مرحلة تعرضوا فيها للاضطهاد في بلدانهم، وتم الاستعانة بهم في أجهزة التعليم، وهذا باعتقادي كان خطوة خطرة، فهم لديهم طول النفس، والتخطيط لبث أفكارهم من خلال مناهج التعليم التي كانوا قائمين عليها في بلادنا لفترة طويلة، إضافة إلى منشاطهم السياسية التي كانت لها صبغة ثقافية ورياضية واجتماعية، ومن خلالها استطاعوا أن يعملوا على تجنيد الاتباع لحركتهم وعلى فترة طويلة. وهذا ما يفسر حضور كوادرهم في ساحتنا المحلية، وللأسف أن هناك نسبة ليست بالقليلة من يقومون على التعليم العام والعالي، هم من أتباع حركة الإخوان المسلمين، مستغلين محافظة وتدين المجتمع لتمرير أفكارهم على البسطاء من أفراده، لذا على الأجهزة الرسمية التعاطي معهم في شكل واضح وإعادة تأهيلهم فكرياً ووطنياً، وأن يكون ولاؤهم لبلادهم وليس لتنظيم عالمي، تتسم تركيبته بالسرية والغموض. ما حصل في مصر خلال العام الذي حكم الإخوان فيه، هناك وضوح بأن لديهم مخططاً لأخونة الدولة المصرية في التعليم والإعلام والقضاء، لكن مخططهم فشل بسبب وعي الشعب المصري وانحياز المؤسسة العسكرية إلى جانب الملايين التي خرجت للشوارع، مطالبين بإنهاء حكم الإخوان قبل أن يحولوا أهم دولة عربية إلى مركز للانطلاق والتأثير في جميع الدول العربية، لذا على الأجهزة الرسمية في منطقتنا أن يكون هناك وضوح في عدم استغلال الدين من جماعات الإسلام السياسي كحركة الإخوان وغيرها من الحركات التي تتخذ أسماء أخرى، لكنها تحمل التفكير الإخواني نفسه، وهدفهم الواضح غير المعلن هو الوصول إلى الحكم باسم الدين ومحاربة التيارات السياسية الأخرى بهذا الفكر، لما له من مخزون ثقافي ووجداني في قلوب شعوب عالمنا العربي. لقد شاهدت برنامجاً للزميلة نادين البدير في حلقة مخصصة عن كوادر الإخوان في مجتمعنا التي كانت حلقة واضحة في فضح الإخوان ومخططاتهم الطويلة للسيطرة على التعليم بشقيه العام والعالي، وأوضح المشاركون في تلك الحلقة عن أساليب أفراد هذه الجماعة في الهيمنة على التعليم ومناهجه وهذا باعتقادي يوضح صعوبة التغيير في أهداف ومخرجات التعليم لدينا والذي استغرقت أعواماً طويلة وإلى الآن، بسبب ما خططوا له من سيطرة على الكوادر التعليمية والمناهج، إضافة إلى أن ضيوف تلك الحلقة بخاصة الأستاذ عبدالرحمن الواصل الذي أعطانا وصفاً دقيقاً لأخلاقياتهم في محاربة غير شريفة في من لا يتفق معهم في الأهداف، ولقد كنت أتمنى أن يكون من ضمن ضيوف تلك الحلقة أحد الكوادر الإخوانية على رغم صعوبة ذلك، لأن كوادرهم المحلية تنفي دائماً انتماءها إلى «الحركة»، وهذا جزء من تكتيكهم، ولمعرفة حجمهم في مجتمعنا يتضح من خلال الردود والحملة الشرسة على مجمل الحلقة في موقع «تويتر». علينا وخصوصاً المؤسسة الدينية التقليدية التصدي لفكر هذه الجماعة، وتعريتهم فكرياً، إضافة إلى إقامة مؤتمرات وندوات حول فكر الإخوان، وأن يقوم مركز الحوار الوطني بعقد جلسات حوار حول هذه الموضوع. [email protected] akalalakl@