استبقت جامعات وكليات بدء العام الدراسي الجديد، منتصف شهر شوال المقبل، باستطلاع آراء طلبتها حول وسائل الارتقاء في الأنشطة الطلابية، من خلال المنتديات الجامعية والملتقيات الطلابية الإلكترونية التي تلقت خلال الأيام الماضية عدداً من الأفكار والمقترحات الموجهة إلى عمادات شؤون الطلاب. ولاقت الأنشطة الطلابية اللا منهجية التي اقترحها الطلبة، استحسان عدد من الأكاديميين والمسؤولين في بعض الجامعات. وتركزت على ضرورة «الارتقاء في الأنشطة اللامنهجية لناحية الجودة والنوع، كي يتمكن الطالب من الاستفادة منها في خدمة المجتمع، إضافة إلى تخصيص ساعات ضمن الساعات الدراسية، يتم احتسابها ضمن المعدل التراكمي، يتاح للطالب من خلالها، تقديم ما لديه من مواهب ورغبات في خدمة المجتمع، واستثمار الفرص المتاحة أمامه عبر التدريب العملي في عدد من المجالات». وبحث عدد من إدارات الجامعات، الرغبات والمقترحات التي سجلها الطلبة. كما شارك في طرح الآراء بعض أعضاء هيئات التدريس والأكاديميين، وكان من أبرز ما طُرح «زيادة ساعات الأنشطة الطلابية، وتطوير الأداء فيها، وعدم استغلالها في تغطية النقص في المحاضرات». كما تضمنت مقترحات الطالبات ضرورة «إنشاء مجالس طلابية جادة، وصناديق للاقتراحات، لتطوير النشاط اللا منهجي في الجامعات السعودية، بدءاً من العام الدراسي الجديد». كذلك طرحت الطالبات المستجدات، ضرورة «إدراج ممارسة الرياضة ضمن الأنشطة اللا منهجية، إضافة إلى افتتاح مشاريع أخرى، وتنفيذ زيارات إلى خارج الحرم الجامعي». ودونت إحدى الطالبات مقالاً في ملتقيات الطلبة، أكد على «البدء في تنشيط الفكر الثقافي، لزيادة الوعي في الأنشطة الجامعية لمحاربة الفكر الضال، وترسيخ مفاهيم تؤصل لحب الوطن، وتنمية الذات، بعيداً عن تهميش دور الطالب الجامعي». وأبدت الجامعات تقبلها لآراء الطلبة، بحسب الإداريين فيها، إذ أبدى الطلبة «تفاؤلاً» في تحسين مستوى الأنشطة اللا منهجية، بعد أن واجهوا مشكلات فيها، وثغرات في حياتهم المدرسية. وقالت المسؤولة السابقة عن قسم الأنشطة الطلابية في جامعة الملك فيصل نورة شهاب: «إن الطلبة ركزوا على أهمية معالجة فكرهم، وإبعادهم عن كل ما لا يتماشى مع مصلحة المجتمع، عبر ممارسة الهوايات، وعدم تجميد الأنشطة ضمن أطر محدودة، تقلل من التفكير والانغماس وراء التفكير السلبي، الذي لا يعود بالمنفعة العامة على المجتمع». وأضافت شهاب «بدأت الأنشطة الطلابية تناقش مسائل وجوانب الحياة الاجتماعية في الجامعات السعودية، خصوصاً أن جامعات معينة ترتقي في هذا المجال من دون غيرها». ولاحظت أن الطلبة في ملتقياتهم وغرف الدردشة «يعانون من مسألة الأنشطة اللا منهجية، خصوصاً أن غالبيتها موجهة إلى الطالبات تحديداً، لإقامة الملتقيات والمحاضرات»، مستشهدة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي «تحوي أقسام الأنشطة فيها، تجارب علمية وساعات ترفيهية، تكرس في الطالب استغلال الوقت، على النقيض من جامعات وكليات أخرى، تعاني فعلياً من تلك المشكلة، خصوصاً أن الكليات لا زالت تقدم أنشطة غير جادة، وتقضي الطالبات فيها ساعات من دون تحقيق أي فائدة».