لم يقتصر اختيار منفذي العمليات الاقتحامية، على متمرسي القتال، من عناصر التنظيمات وقادة الكتائب، ومَن قَضوا فترات طويلة في التدريب والتنقل بين المعسكرات، إذ وقع اختيار تنظيم «داعش» الإرهابي أخيراً، على «حدث» سعودي، لم يتجاوز ال18 عاماً، التحق بالتنظيم قبل أن ينهي المرحلة الدراسية الثانوية، ليُفجر نفسه بثلاثة أحزمة ناسفة، في حقل شاعر النفطي، بريف حمص الشرقي في سورية، الذي ما زالت الاشتباكات فيه مستمرة بين عناصر التنظيم ومقاتلي الجيش السوري. ومع بداية الاشتباكات في ريف حمص بين التنظيم والجيش السوري قبل أسبوع، أقدم عنصر تنظيم «داعش» فهد الهاجري على تنفيذ عملية انتحارية، في ريف حمص الشرقي في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بعد أن تم اختياره من «داعش»، مع عدد من زملائه، من بينهم سعودي آخر يكنى ب «أبي عبدالرحمن المطيري» لتنفيذ هذه العملية. والهاجري المكنى «أبو عزام الشرقي»، وهو من سكان مدينة الدمام، طالب في المرحلة الثانوية، إلا أنه قطع دراسته لينضم إلى صفوف «داعش». وحاول الهاجري – بحسب زملائه في التنظيم – التواصل إلكترونياً مع عناصر من «داعش» في سورية، ليُؤمِّنوا له كلفة سفره. وشارك الهاجري في عدد من المعارك مع التنظيم، بعد انتهائه من التدريب المكثف وما يسمى «الدورات الشرعية». وفي تفاصيل مقتله، كتب «أبو عبدالرحمن المطيري» شريكه في العملية: «بلغنا أن العملية التي سنقدم عليها في حاجز حقل شاعر في ريف حمص، تحتاج مجموعة من «الانغماسيين»، فتم اختيار عدد من المقاتلين، من بينهم الكاتب (يقصد نفسه) والحدث «فهد الهاجري»، ثم أعطى الأمير أمراً بالانطلاق والتنفيذ. إلا أنه قبل البدء تم تأجيل العملية لليوم الآتي، حتى يتم استطلاع مكان التنفيذ والتقسيم على النقاط المستهدفة. وحينما حل الليل تم توزيع الأحزمة الناسفة. وكان نصيب الهاجري منها ثلاثة، وانطلق منفذو العملية إلى خيام يجتمع فيها جيش النظام السوري. وتفرق المطيري والهاجري، الأول من جهة اليمين، وأصيب فلم يفجر حزامه وتراجع. أما الهاجري فكان من جهة اليسار، ودخل في اشتباكات مع عناصر النظام، حتى استقر وسطهم، وفجر أحزمته ليقتل عدداً كبيراً منهم، ويمهد لدخول التنظيم إلى الحقل النفطي. إلا أن جيش النظام السوري سيطر على حقل شاعر للغاز، واسترده من عناصر «داعش» في وقت لاحق. وذكر التلفزيون الرسمي السوري – نقلاً عن مصدر عسكري – أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع الدفاع الشعبي تحكم سيطرتها على حقل شاعر للغاز والتلال المجاورة له في ريف حمص الشرقي». وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه المعلومات، مشيراً إلى أن قوات النظام السوري وتنظيم «داعش»، تبادلا السيطرة على الحقل أربع مرات منذ تموز (يوليو) الماضي. ولم يذكر المرصد أرقام الخسائر أو تفاصيل أخرى عن القتال الذي دار يوم الخميس. ويأتي هذا التقدم بعد استعادة قوات النظام الأربعاء حقلي غاز آخرين في المحافظة، وكذلك شركة غاز، وكان تنظيم «داعش» سيطر على أقسام من حقل الشاعر الأسبوع الماضي، بعد هجوم أدى إلى مقتل 30 من قوات النظام. وفي تموز (يوليو) قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل، عندما شن التنظيم هجوماً على الحقل. وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحاً، لكن قوات النظام استعادت الحقل بعد أسبوع.