لعله كان يدرك قبل وصوله إلى السعودية بأن مصير «إقالته» إجراءٌ لا مفر منه، كيف لا وهو الذي أقيل من تدريب النصر الذي حقق معه بطولة كأس الخليج، وأنهى الهلال علاقته معه مرتين بعد أن قادهم لتحقيق كأس الخليج أيضاً وبطولة آسيا والدوري السعودي، واليوم يصعب القول بأن الروماني إيلي بلاتشي قدم متفائلاً إلى النهضة والمنطقة بعد طول غياب. أربع جولات كانت كافية لتحول كوابيس بلاتشي إلى واقع، إذ أنهت إدارة النهضة علاقتها به بعد أن فشل في جمع أكثر من نقطة واحدة، بثلاث هزائم وتعادل وحيد تاركاً شباكه تقبل 15 هدفاً، فيما لم ينجح لاعبوه في الوصول إلى شباك الخصم سوى في أربع مناسبات، كل هذه الأرقام لم تكن لترضي طموحات القائمين على الفريق، والحالمين بإعادة «مارد الدمام» إلى الواجهة مجدداً. بداية بلاتشي كانت مرضية إلى حد ما بخروجه متعادلاً بهدفين لمثلهما مع الشعلة، ليخسر خارج أرضه بنتيجة ثقيلة من الفتح بأربعة من دون رد، ومثلها مع النصر إلا أنه نجح في تسجيل هدف شرفي، قبل أن تأتي الطامة الكبرى أمام الأهلي بهزيمته الثقيلة بخمسة أهداف في مقابل هدف. إدارة النهضة برئاسة فيصل الشهيل بررت قرارها بأنه خلاصة دراسة أجريت لوضع الفريق الكروي الأول، وأن النتائج الثقيلة التي تلقتها شباك الفريق أمام الفتح والنصر والأهلي في دوري عبداللطيف جميل، قادت الإدارة إلى الاستغناء عن المدرب وتكليف التونسي أيمن مخلوف لقيادة الفريق في المباراة المقبلة أمام الرائد، لحين التعاقد مع مدرب جديد. ويبدو أن تجديد الثقة في بلاتشي من إدارة النهضة بعد الخسارة من النصر لم تؤتِ ثمارها، ولم تغير من قناعات المدرب شيئاً، ما أقنع مسيري الفريق بعدم جدوى استمرار المدرب، مؤكدة أن اسم بلاتشي سيبقى كبيراً، وأن الاستغناء عنه لا يقلل من قيمته. نائب رئيس النهضة موفق السنيد علق على قرار إدارته قائلاً: «الإقالة لم تحدث، كل ما في الأمر أننا وافقنا على طلب بلاتشي إعفاءه من منصبه بسبب عدم تقبل اللاعبين له»، مشيراً إلى أن بلاتشي أكد لهم بأن الأمر وصل إلى طريق مسدود مع اللاعبين، وكان قرار الابتعاد الأفضل بحسب المدرب. لاعبو النهضة بدورهم حملوا بلاتشي مسئولية النتائج الثقيلة، هذا ما قاد السنيد للتعليق: «الكل يتحمل المسؤولية، نحن سبق أن تحدثنا وأكدنا أن مشكلتنا في أننا قابلنا 3 فرق تطمح بلقب الدوري، لكن المشكلة تكمن في تقبلنا هذا الكم الكبير من الأهداف، وهو ما يؤكد بأن هناك خللاً في صفوف الفريق يتطلب تدخلاً سريعاً»، ليبقى التساؤل حاضراً حول سلامة توقيت تدخل إدارة النهضة وإقالة المدرب، خصوصاً أنه لم يمنح القدر الكافي من الوقت، وقاده سوء الحظ في جدولة الترتيب لمواجهة ثلاثة أندية من فرق المقدمة في الجولات الأولى، أم أن القريبين من البيت النهضاوي يرون ما لا يراه الآخرون؟