قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي أمس إنه راض تماماً عن سعر النفط، الذي قال إن النمو الاقتصادي يحركه، وإنه يتجاهل المستويات المرتفعة من المخزونات في اطار تحول جوهري في السوق. وارتفعت اسعار النفط فوق 72 دولاراً للبرميل أمس بعد تصريحات النعيمي. ورداً على سؤال عما إذا كان النمو الاقتصادي يحرك السعر، قال النعيمي: «نعم بالقطع». وأضاف: «انظروا إلى الرسوم البيانية، ألا ترون كل هذا الانفاق التحفيزي... إنه لن يتوقف... سيكون هناك نمو وسيكون هناك انفاق». وتابع: «لا صلة لارتفاع مستوى المخزونات بسعر النفط». ومضى قائلاً: «يجب أن تدركوا أن هناك تغيراً جوهرياً في السوق، النمو الاقتصادي هو العامل الأساسي... هو ما سيحرك السعر، ما دام هناك نمو اقتصادي سيرتفع السعر». ولأن المملكة مورد رئيسي للنفط لعملاء في أنحاء العالم، فإن النعيمي في وضع قوي يسمح له بتقويم سلامة سوق النفط كمؤشر على القوة الاقتصادية. وقال: «تبلغ طاقتنا الانتاجية 12.5 مليون برميل يومياً... وننتج حوالى ثمانية ملايين برميل يومياً». وتوقع ارتفاع الطلب من آسيا. وأوضح: «اننا راضون عن مستوى السعر... وسيظل عنده لبعض الوقت»، مشيراً إلى أنه لا يتوقع عودة السعر للارتفاع الى المستويات التي شهدها في تموز (يوليو) من العام الماضي فوق 140 دولاراً للبرميل. وقال: «لن تعود الأسعار للارتفاع الى ذلك المستوى مرة أخرى». موضحاً أن السعودية لديها طاقة فائضة تمكّنها من تهدئة الارتفاع في سوق النفط إذا لزم الأمر. ورداً على سؤال بشأن رأيه في استفادة المنتجين غير الأعضاء في «أوبك» من التخفيضات في امدادات «أوبك» التي بلغت اجمالاً 4.2 مليون برميل يومياً منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، قال النعيمي: «دعهم يستفيدون... لمَ لا؟... نحن نستفيد... فلنترك الآخرين يستفيدون، لست قلقاً بشأن ذلك، يمكننا تصدير المزيد، لكننا لا نرغب في ذلك». ورجّح وزراء ومبعوثون في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) ان تبقي المنظمة على إنتاجها من دون تغيير خلال اجتماعها الذي كان مقرراً ليل أمس في فيينا، بينما أكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ان السعر المناسب لبرميل النفط يتراوح بين 80 ومئة دولار. وكتب تشافيز في مقال نشرته الصحيفة الفرنسية «لو فيغارو» ان «العالم يحتاج لمزيد من النفط فيما كلفة الانتاج آخذة في الارتفاع. هناك حاجة لاستثمارات كبيرة. ومن الواضح ان سعر 20 دولاراً للنفط لا يتيح زيادة الانتاج». وأضاف: «ومع وصول النفط اليوم إلى نحو 60 دولاراً وأكثر قليلاً، بدأ يقترب من سعر عادل. ويبدو لي ان 80 دولاراً كحد أدنى ومئة دولار كحد أقصى سيكون سعراً عادلاً». وتوقع وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل ان تبقي «أوبك» على إنتاج النفط من دون تغيير وأن ترتفع أسعار النفط العام المقبل في ظل تحسن الطلب وانتعاش الاقتصاد. وأضاف ان وصول مخزونات النفط عند مستوى يعادل نحو 62 يوماً من الطلب في البلدان الصناعية، وهو أمر طالما أثار مخاوف «أوبك»، «قد لا يكون مصدر قلق كبيراً نظراً إلى توافر مؤشرات على تغير العلاقة التي تربط بين مستوى المخزونات والأسعار». واعتبر وزير المعادن والنفط في الاكوادور جيرمانيكو بينتو ان سوق النفط «في طريقها الى الاستقرار»، وان خفض انتاج المنظمة سيكون «مغامرة» في حين بدأ التحسن الاقتصادي في العالم. وقال ان اسعار النفط وحركة الطلب تفضي إلى «وضع مستقر ينبغي ان يؤدي الى عدم اتخاذ قرار اساسي لجهة فرض قيود على الانتاج». ولوقف التدهور الكبير في سعر برميل النفط الذي وصل الى 32 دولاراً في كانون الاول (ديسمبر)، تعهدت الدول الاعضاء في المنظمة نهاية عام 2008 تحديد سقف انتاجها عند 24.84 مليون برميل يومياً، اي سحب 4.2 ملايين برميل يومياً من التداول. وحامت أسعار النفط فوق مستوى 71 دولاراً للبرميل أمس بعد ارتفاعها أكثر من ثلاثة في المئة قبل يوم. وارتفع سعر برميل النفط الأميركي الخفيف في عقود تشرين الاول (اكتوبر) ثمانية سنتات إلى 71.18 دولار. وارتفع سعر برميل خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 12 سنتاً إلى 69.54 دولار. وكان الخام الأميركي ارتفع أكثر من أربعة في المئة أول من أمس مدعوماً بارتفاع سعر الذهب لأكثر من ألف دولار للأوقية وبضعف الدولار. وأعلنت «أوبك» ان متوسط أسعار سلتها القياسية ارتفع إلى 67.83 دولار للبرميل أول من أمس من السعر المعدل لليوم السابق وهو 66.20 دولاراً.