أكد وكيل كلية الطب للشؤون الأكاديمية وأستاذ علم المناعة والأحياء الطبية الدقيقة المساعد في جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالرحمن السلطان، أن النتائج الأولية لبحث أجري في مختبرات كلية الطب في جامعة الملك فيصل أظهر خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية على مرضى السكري، وذلك في بحث جديد للجامعة نشر، أخيراً في مجلة علم الأحياء الدقيقة الطبية في أوروبا (Journal of Medical Microbiology)، والذي يسلط الضوء على الخطر الذي تشكله هذه البكتيريا على مرضى السكر، حيث أن المصابين بداء السكري هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض البكتيرية من هذا النوع. وبين السلطان أن هذه الدراسة الجديدة التي أجريت في مختبرات كلية الطب في جامعة الملك فيصل بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST)، بمشاركة الباحث الرئيس الدكتور عبدالرحمن السلطان، والدكتور السيد أبو المجد من كلية الطب في جامعة الملك فيصل، والدكتور بنيامين أندرو ايفانس من جامعة أنجليا ريسكن في كيمبردج في بريطانيا، والدكتورة سحر الذوادي من مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وباحثين آخرين، حيث أظهرت الدراسات الأولية ولأول مرة أن مرضى السكري هم الأكثر عرضة للعدوى بالبكتيريا (الأسينتوباكتر بامانيياي) المقاومة للمضادات الحيوية من نوع «الكاربابينم» والذي يعتبر هو آخر خطوط الدفاع عن المريض ضد هذا المسبب المرضي. وأضاف السلطان أن الميكروب الذي ظهر بشكل متكرر وملحوظ في منطقة الشرق الأوسط أثناء الحرب على العراق، والذي سمي بعد ذلك ب (عراقي باكتر) «Iraqibacter» وذلك بسبب ظهوره المفاجئ في عدد من الجنود والقوات الذين أصيبوا بجروح خلال تلك الحرب، كما أنها تصيب الأشخاص الذين لديهم اختراق أو ضعف في الجهاز المناعي فقط كما تتم العدوى بها واكتسابها غالباً من المستشفيات. وأشار إلى أن الباحثين درسوا عينات أخذت من حالات من وحدة العناية المركزة من مرضى من مدن عدة في السعودية بين عامي 2008 إلى 2011 من بينها خمس وسبعون عينة أخذت عشوائياً من 271 حالة مختلفة أظهرت أن نسبة حالات مرضى السكري المصابة بهذا الميكروب المتعدد المقاومة كانت 100 في المئة مقارنة ب 53 في المئة إصابة من حالات غير مرضى السكري. وأضاف بأن واحداً من أكبر الأخطار التي تهدد الطب الحديث هو تزايد انتشار المسببات المرضية من هذا النوع المقاومة للمضادات الحيوية والمعروفه ب Superbug كما هو الحال مع (الأسينيتوباكتر بامانياي) الذي لا يقل خطراً عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضاد الميثيسلين (MRSA) والتي أحدثت خطراً طبياً قبل 100 عام، حيث تسببت في موجات وبائية ووفيات كبيرة نتيجة التهابات الرئتين، وخراريج المخ، وأمراض السحايا، وتسمم الدم، وغيرها من أمراض قاتلة إلا أن ميكروب (الأسينيتوباكتر بامانياي) يزداد تعقيداً أكثر عن (MRSA) وذلك بصعوبة القضاء عليه بسبب تنوعها واختلاف نسيجها الجيني، كما أن بعضها تميل إلى أن تكون أكثر مقاومة للمضادات الحيوية من غيرها وذلك يرجع إلى اختلاف ممارسة صرف المضادات الحيوية من طبيب إلى آخر. وبين وكيل الكلية السلطان أنه في الجانب الآخر هناك قلق صحي متصاعد وهو ازدياد عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك السعودية والذي يرتبط مباشرة بالسمنة وسوء التغذية ونمط الحياة المستقرة، وبالرغم من ذلك فإن مرض السكري ظاهرة متزايدة ليس في المملكة فحسب بل في العالم كله، وتبين أن مرض السكري يعتبر أحد العوامل الخطيرة في اكتساب العدوى البكتيرية المكتسبة من المستشفيات. وقال السلطان إن الجمع بين ازدياد عدد مرضى السكري وبكتيريا (الاسينيتوباكتر بامانياي) المقاومة للمضادات الحيوية من نوع (الكاربابينم) لفئة من الناس لديهم حساسية عالية في العدوى بهذا الميكروب، مؤشر نحو سيناريو مزعج ومستقبل غامض، ولربما الإجراءات والاحتياطات المتبعة في العلاج بحاجة إلى توعية ومراجعة وأن تخضع إلى اختبارات صارمة لتفادي مستقبل مجهول ينذر بخطر.