اعتبرت المعارضة السورية ان تقديم دمشق طلبا للانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية "تضليلا" للمجتمع الدولي، داعية الى قرار من مجلس الامن الدولي يضمن استخدام القوة في حال امتناع النظام عن الوفاء بالتزاماته. يأتي ذلك غداة اعلان الاممالمتحدة تسلمها طلبا من دمشق للانضمام الى المعاهدة الموقعة في العام 1993، في حين اعلن المندوب السوري في المنظمة الدولية بشار الجعفري ان بلاده باتت مرتبطة "شرعيا" بالمعاهدة. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة انه "ينظر بعين الشك والريبة الى رغبة النظام السوري المعلنة بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة الكيماوية"، معتبرا "إن المزاعم والوعود التي يقدمها النظام ليست سوى محاولة جديدة لتضليل المجتمع الدولي ومنعه من القيام برد فعل يضمن العقوبة والمحاسبة أمام الشعب السوري". واعتبر الائتلاف في بيان انه "من الضروري ان يظل التهديد باستخدام القوة حاضرا على الطاولة، ولكي لا يتحول قرار مجلس الامن المرتقب الى شهادة حسن سير وسلوك وبراءة للنظام، فإنه يجب ان يعزز من خلال اصداره تحت البند السابع من الميثاق". ورأى انه "لا يمكن انجاز اي تقدم ما لم يقم المجتمع الدولي وبشكل واضح وصريح بإلزام النظام بتنفيذ بنود القرار في غضون مدة محددة يضبطها جدول زمني واضح، مع التأكيد على ان العمل العسكري الدولي سيكون حاضرا في حال عدم تعاون النظام". وكان الرئيس السوري بشار الاسد اكد في مقابلة مع قناة "روسيا 24" الحكومية ان بلاده سترسل رسالة الى الاممالمتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية ستتضمن الوثائق التقنية الضرورية لتوقيع الاتفاق. واكد الاسد ان بلاده لن تنفذ شروط المبادرة الروسية حول الاسلحة الكيماوية الا اذا اوقفت الولاياتالمتحدة دعمها "للارهابيين" (في اشارة لمقاتلي المعارضة) وتوقفت عن "تهديد" سورية. واتهمت المعارضة السورية والدول الغربية النظام السوري بانه مسؤول عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيماوية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الماضي. ولوحت دول غربية في مقدمها الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام ردا على هذا الهجوم. الا ان دمشق وافقت في التاسع من ايلول/سبتمبر على مبادرة روسية تقضي بوضع ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية. وعلى اثر هذه الخطوة، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من الكونغرس ارجاء التصويت على ضربة محتملة ضد النظام السوري، لاعطاء الفرصة للتوصل الى حل دبلوماسي. ويعقد وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف منذ الخميس اجتماعات في جنيف للبحث في المبادرة الروسية.