دان القضاء الهندي المتهمين الأربعة باغتصاب طالبة في نيودلهي في 16 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، ما شكل جريمة هزت المجتمع الهندي، وأدت الى اندلاع تظاهرات غير مسبوقة في البلاد. وقال القاضي يوغيش خانا: «دين المتهمون الأربعة بالاغتصاب الجماعي، واتلاف أدلة وقتل الضحية غير القادرة على الدفاع عن نفسها». وستصدر العقوبة في حقهم اليوم، مع ترجيح ان تكون الاعدام، وهو ما يطلبه أهل الضحية، ب «اعتبار ان اي عقوبة اخرى لن تكون عادلة، وستوجه رسالة خاطئة وتجعل الناس يفقدون الثقة بالقضاء»، كما قال والد الضحية التي لم يكشف اسمها. وكان آلاف المتظاهرين دعوا بعد الحادثة الى تحسين طريقة معاملة النساء في الهند، منددين بتساهل الشرطة والقضاء في قمع مرتكبي الجرائم الجنسية، ما ادى لاحقاً الى تشديد قوانين معاقبة مرتكبي الاعتداءات الجنسية، وفرض عقوبة الاعدام لمرتكبي جرائم اغتصاب توفيت ضحاياهم، أو تركت في حال خطرة. وبالنسبة الى المدافعين عن حقوق النساء، ساعد هذا الاعتداء في كسر الصمت وولّد نقاشاً. لكن اعمال العنف ضد النساء لا تزال تحصل، وتحتل حيزاً كبيراً في الصحف الهندية يومياً. ودفع المتهمون الأربعة جميعهم، موكيش سينغ واكشاي تاكور وباوان غوبتا وفيناي شارما ببراءتهم من تهمة الاعتداء على الطالبة الضحية البالغة 23 سنة بقضيب حديد ثم اغتصابها داخل باص لدى عودتها مع صديقها من صالة سينما. وقد توفيت متأثرة بجروحها في 29 كانون الاول في مستشفى بسنغافورة. وأكد محامو ثلاثة متهمين عزمهم على الطعن بالقرار، علماً ان كل استئناف قد يؤخر سنوات القرار القضائي النهائي سنوات، بسبب البطء الشديد للنظام القضائي في الهند. وقال المحامي ا.ب. سينغ، وكيل اكشاي تاكور وفيناي شارما، امام صحافيين: «سنطعن بالحكم امام المحكمة العليا. انها ادانة سياسية». اما المحامي ف.ك. اناند، وكيل موكيش سينغ فقال: «قاد موكلي الباص، ولم يعلم ماذا كان يحصل داخله». واجهشت والدة المتهم سينغ بالبكاء بعد صدور الحكم. وفي نهاية آب (اغسطس) الماضي، حكم على متهم خامس بلغ 17 سنة لدى وقوع الحادثة، بالسجن ثلاث سنوات، وهي العقوبة القصوى في جرائم الاغتصاب بالنسبة الى المتهمين القاصرين. وكان عثر على متهم سادس في القضية، ميتاً داخل زنزانته في آذار (مارس)، حين رجحت سلطات السجن انتحاره. وجرت محاكمة المتهمين الاربعة وفق اجراءات تم تسريعها، مع الاستماع الى افادات اكثر من مئة شاهد خلال سبعة شهور، وكذلك شهادة الضحية وهي على فراش الموت في المستشفى قبل وفاتها. اما صديق الضحية البالغ 28 سنة والذي تعرض لضرب مبرح، فروى فقال اخيراً: «لم اكن لأتصور يوماً ان كائناً بشرياً قد يسيء معاملة كائن بشري آخر الى هذا الحد».