السفير الفرنسي في الرياض السيد برتران بزانسنو رد على المقالين اللذين نشرا هنا حول المعاملة غير اللائقة والمتحيزة التي يجدها المواطن السعودي في سفارة فرنسا. وهو قال، في بداية رده المنشور يوم الاحد الماضي: «أريد أن أفند بشكل صارم وحازم هذه الادعاءات، وأريد أيضاً أن أعترض على الاتهامات المرفوضة رفضاً باتاً بالعنصرية التي يطلقها الكاتب ضد سفارة فرنسا». لكنه بعد هذه المقدمة الصارمة لم يقل شيئاً، وذكر بأن فرنسا دولة رئيسة في منح تأشيرات شانغين في السعودية. وقدم احصائية بعدد التأشيرات التي اصدرتها السفارة، وكان فرحا برقم 50 ألف تأشيرة، رغم ان هذا الرقم يمكن ان يتضاعف عشر مرات لو تغير تعامل الفرنسيين. ثم امتدح موظفيه، وتحدث عن العلاقات المميزة مع بلاده، والتي نعتقد بأنها لن تستمر كذلك، طالما استمرت سفارة فرنسا في الرياض لا تحترم المواطن السعودي، وتتعامل معه بتعال وتهاون وشك. السفير طالب في رده «الاشخاص الذين أخذوا مواعيد بأن يحترموها، وأن يتأكدوا أن ملفات طلبات التأشيرات مكتملة». لكنه لم يتحدث عن نوعية هذه الطلبات التي تثير السخرية والمرارة في آن. ومع هذا يطالبنا السفير ان نحترمها، ما يعني انه مصرّ على الإمعان في تعقيد طالبي التأشيرة واهانتهم، والتعامل معهم بطريقة غير لائقة. كنا نتوقع ان يأتي رد السفير الفرنسي عملياً، ويجنب المواطنين السعوديين التجارب السيئة مع سفارته، ويكفيهم مشقة الذهاب والاياب، وتقديم تذاكر السفر وكشف الحساب وكشف المرتب والسيرة الذاتية والدفع للفنادق مقدماً وحجز جوازات السفر، وعدم الاكتراث بتاريخ المسافر. هذه الاجراءات تنم عن عقلية متحيزة لا تليق بدولة متحضرة، وينبغي ان يعاود النظر في التعامل مع السعوديين وكأنهم طالبو هجرة. والسفير يعلم انه لا توجد في تاريخ فرنسا حال واحدة تجعله يتعامل معنا بهذا القدر من الشك وقلة التقدير. ان تعامل سفارة فرنسا في الرياض مع السعوديين قضية لم تعد مقبولة. فالمواطن يمضي أسابيع ذهاباً وإياباً، ويقدم أوراقاً وكأنه يطلب الجنسية الفرنسية، ناهيك عن جلافة التعامل. ثم يتحدث الفرنسيون عن الشراكة معنا. كان حرياً بالسفير العزيز ان يعيد النظر في الاجراءات التي تتبعها السفارة، ويمضي وقتاً مع المراجعين، ويعرف مشاكلهم، ويترجم شعار الشراكة بالأعمال، وليس بالأقوال، وإنكار الحقائق الموجعة. كان حرياً به ان يسأل كيف تتعامل سفارتا لندن وواشنطن مع السعوديين قبل ان يهجر السعوديون فرنسا. وللحديث بقية.