انتقدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس موقف روسيا والصين من الأزمة السورية، معتبرة أنهما اضعفتا سلطة الأممالمتحدة. وقالت في مقابلة مع صحيفة «أوغسبرغر الغمانيه» إن «من المؤسف جداً أن روسيا والصين ترفضان منذ بعض الوقت موقفاً مشتركاً حول النزاع السوري. فهذا يضعف بشكل كبير دور الأممالمتحدة». وأضافت أن استخدام أسلحة كيماوية في سورية «كسر أحد المحرمات التي لا يمكن أن تبقى بلا عواقب». لكن ميركل استبعدت مجدداً، وبشكل قاطع، أي مشاركة ألمانية في تدخل عسكري من دون تفويض دولي، «لذلك فإن مسألة مشاركة الجيش الألماني غير مطروحة حالياً». كما وجّه وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي نداء ملحاً إلى موسكو، قال فيه إن «الذي يغض النظر بعد استخدام مثل هذه الأسلحة (الكيماوية) يشجع على استخدامها». أما في لندن فأخفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بفارق 13 صوتاً في الحصول على موافقة البرلمان على شن حملة عسكرية ضد سورية، ما قد يثير تساؤلات في شأن دور بريطانيا العالمي ومستقبله هو شخصياً. كما قد يسبب عجز كاميرون عن الانضمام إلى واشنطن وباريس في توجيه ضربة لسورية توتراً في «العلاقة الخاصة» مع الولاياتالمتحدة، التي ظلت ركيزة للدور العالمي لبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. ويمثل الموقف الأخير في لندن انقلاباً مذهلاً على الساحة الدولية بعد أكثر من عشر سنوات كانت فيها بريطانيا دائماً القوة الكبرى الأساسية التي تنضم للولايات المتحدة، خصوصاً في حربي العراق وأفغانستان. وقال جورج اوزبورن وزير الخزانة في حكومة كاميرون وحليفه الوثيق: «اعتقد أننا سنمعن التفكير في دورنا العالمي وما إذا كانت بريطانيا تريد الاضطلاع بدور مهم في الحفاظ على النظام العالمي. من الواضح أن المشاركة في أي عمل عسكري كان سيصبح له وقع أفضل على العلاقات الخاصة» مع الولاياتالمتحدة. وتعالت الأصوات داخل قاعة البرلمان عقب الاقتراع، وشوهد وزير يصيح في وجه الذين صوتوا ضد كاميرون قائلاً «عارٌ عليكم» و «إنهم انقذوا الأسد». وهذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها رئيس وزراء بريطاني اقتراعاً لشن الحرب منذ عام 1782 حين سلم البرلمان باستقلال أميركا. أما في الصين، فقالت بكين إنه ينبغي عدم الضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للسماح بتحرك عسكري في سورية حتى يكمل خبراء المنظمة تحقيقاً في استخدام أسلحة كيماوية. وفي تصريحات بثتها وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده تؤيد إجراء تحقيق مستقل وموضوعي بعيداً من الضغوط الخارجية. وأضاف أن القوة العسكرية لن تساعد في حل القضية السورية ولن تؤدي إلا إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط. وفي استراليا قال رئيس الوزراء، كيفن راد، أمس إن هناك أدلة دامغة على استخدام أسلحة كيماوية في الهجوم في سورية، وأن النظام السوري مسؤول عنها، مضيفاً أن التقدم باتجاه التوصل إلى قرار في مجلس الأمن الدولي بهذا الشان «يزداد صعوبة» نظراً لاختلاف الآراء في المجلس، وطلب من الرعايا الاستراليين مغادرة سورية. كما قال وزير الخارجية الاسترالي، بوب كار، إن استراليا تتوقع أن يكون الرد الأميركي في سورية سريعاً ومحدوداً «فنحن واثقون من أن ادارة أوباما درست الرد المحتمل بدقة». وفي فنزويلا حذر الرئيس نيكولاس مادورو نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند من أن توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد «سينقل عدوى الإرهاب إلى أوروبا». وقال مادورو إنه «اذا تم اغتيال الرئيس الأسد او الاطاحة به، فإن الجماعات الإرهابية هي التي ستتولى السلطة، وليكن بمعلوم أوروبا والرئيس هولاند أن كل أوروبا ستصاب بعدوى الإرهاب». وكان الرئيس الفنزويلي يتحدث في سورينام على هامش قمة اتحاد دول أميركا الجنوبية التي اقرت الجمعة إعلاناً مشتركاً يرفض التدخل العسكري. وقال مادورو إن «مهاجمة سورية جنون وتسليح مجموعات القاعدة جنون». وفي بيانه الختامي، دان اتحاد دول أميركا الجنوبية «التدخلات الخارجية» في سورية وطالب بحل سلمي للنزاع. وكانت حكومات كل من الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا والاكوادور وبوليفيا عبّرت عن رفضها التدخل العسكري في سورية. وفي العراق قالت ميليشيا شيعية عراقية إنها ستهاجم مصالح أميركية في العراق والمنطقة إذا وجهت واشنطن ضربة عسكرية لسورية. وقال متحدث باسم جماعة «النجباء» لرويترز عبر الهاتف إن مسلحيها سيستهدفون جميع المصالح والمنشآت الأميركية في العراق والمنطقة إذا أصرت الولاياتالمتحدة على مهاجمة سورية. وتضم «النجباء» تحت مظلتها مسلحين عراقيين شيعة عبروا إلى سورية للقتال في صفوف قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد معارضيه. وتضم الجماعة مقاتلين من ميليشيات «عصائب الحق» و»كتائب حزب الله» إلى جانب ميليشيا «جيش المهدي» المناوئة للولايات المتحدة والتابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي تفكك معظمها بعد هزيمتها على يد القوات العراقية والأميركية في 2008.