نفت الإدارة الأميركية اي تغيير في برنامج زيارة المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل لإسرائيل، في وقت اتخذت الحكومة الإسرائيلية خطوة عملية أخرى باتجاه تثبيت توسيع الاستيطان عندما صادق وزير الدفاع ايهود باراك على بناء 455 وحدة سكنية استيطانية في القدسالمحتلة والضفة الغربية، مؤكداً ان اصدار التصاريح تم بالتنسيق مع واشنطن. من جانبه، دعا الرئيس محمود عباس واشنطن والمجتمع الدولي والعرب الى «موقف حازم» من المشاريع الإسرائيلية. وقال مسؤول اميركي في واشنطن ل «الحياة» ان برنامج زيارة ميتشل «على حاله ولا تغيير فيه»، وذلك رداً على انباء اسرائيلية افادت ان ميتشل ألغى زيارته المقررة بعد غد احتجاجاً على التوسيع الاستيطاني، فيما اكدت أخرى ان الزيارة لم تلغ بل أرجئت يومين الى السبت «لأسباب فنية». وكان مكتب باراك اعلن امس انه، بصفته المسؤول الأول عن الأراضي المحتلة، صادق اول من امس على بناء 455 وحدة سكنية موزعة على مستوطنات في محيط القدس هي «هار غيلو» و «موديعين عليت» و «اغان ايالوت» و «غفعات زئيف» و «كيدار» و «الون شفوت» و «معاليه ادوميم»، اضافة الى «مسكيوت» في غور الأردن، كما أقر اقامة منتجع رياضي ضخم في مستوطنة «آرييل» قرب نابلس في قلب الضفة، ومدرسة جديدة في مستوطنة «هدار ادار». وتبرر اسرائيل مشاريع البناء هذه بالقول انها تنفذ في مناطق تعتزم الاحتفاظ بها في اي تسوية مستقبلية، وبأن الحديث يدور عن خطط بناء جاهزة جمدت في مراحل مختلفة في الماضي بانتظار مصادقة وزارة الدفاع، مضيفة أن طاقم ميتشل اطلع بالتفصيل على مشروع البناء، وأن التصاريح صدرت بتنسيق تام مع الإدارة الأميركية. ولم ترض هذه الخطط المستوطنين الذين اعتبر احد زعمائهم ان ما قام به باراك «لا يعوض عن تجميد البناء» بل هو «تمويه كبير»، في تلميح الى ان الحكومة تنوي الإذعان للضغوط الأميركية لتجميد الاستيطان. من جانبها، انتقدت السلطة الفلسطينية هذه المشاريع الاستيطانية، وقال الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ان «الجانب الفلسطيني يجري اتصالات عربية ودولية لمتابعة هذا الأمر ولوقف هذه النشاطات»، داعياً الإدارة الأميركية الى تقديم «رد حازم وحاسم». كذلك اعتبر المفاوض الفلسطيني صائب عريقات ان قرار اسرائيل يقوض اي اعتقاد بأنها شريك يوثق به في عملية السلام. واعتبر ان القرار «يلغي اي تأثير لتجميد الاستيطان حين يعلن وإذا اعلن». وبإقرار بناء هذه الوحدات الجديدة، تكون اسرائيل وضعت حجر الأساس لبناء مشروع «ايه 1» الرامي الى اقامة امتداد استيطاني يربط القدس بغور الأردن ويخرجهما من حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية التي لن تكون متصلة جغرافياً.