حذر الرئيس السوري بشار الأسد الولاياتالمتحدة من ان أي تدخل عسكري ضد نظامه سيكون مصيره «الفشل»، واصفاً الاتهامات الغربية حول استخدام قواته اسلحة كيمياوية بانها «تخالف العقل والمنطق». وجاء التحذير في وقت تدرس واشنطن ولندن الخيارات العسكرية للرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيماوية الاربعاء الماضي في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق. واستهجن الرئيس السوري الاتهامات الغربية الموجهة الى نظامه بشن هجوم بالاسلحة الكيماوية وقال لصحيفة «ازفستيا» الروسية أمس، ان هذه الاتهامات «تخالف العقل والمنطق. لذلك فان هذه الاتهامات هي اتهامات مسيسة بالمطلق»، موضحاً ان «ليست هناك جهة في العالم فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهاماً ثم تقوم بجمع الادلة عليه». من جانب آخر، حذر الأسد الولاياتالمتحدة من أي تدخل عسكري في سورية. وقال ان الولاياتالمتحدة «ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الان، بالفشل». ولفت الى «الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر»، مشيراً الى ان الغربيين «يمكنهم بدء أي حرب لكن لا يمكن لهم ان يعرفوا الى اين ستمتد او كيف لها ان تنتهي». وقال الاسد: «نحن اليوم نواجه كثيراً من السياسيين، هل تعلموا دروساً من الخمسين عاماً الماضية على الاقل؟ هل قرأوا ما فعله السياسيون الذين كانوا قبلهم ان جميع حروبهم فشلت منذ حرب فيتنام حتى اليوم؟». وتابع: «هل تعلموا ان حروبهم تلك لم تمكنهم من تحقيق أي شيء سوى انهم دمروا الدول التي حاربوها وأوجدوا حالاً من عدم الاستقرار في الشرق الاوسط ومناطق اخرى من العالم؟». واضاف ان «كل تلك الحروب لم تمكنهم من جعل شعوب المنطقة تحبهم او تقتنع بسياساتهم». واكد مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» ان دمشق مستعدة «للتعامل مع كل السيناريوات»، وذلك رداً على التلويح الغربي باحتمال شن ضربة عسكرية ضد نظام الاسد. وقال المصدر: «نحن نعتبر ان الامر يدخل في اطار الضغوط النفسية والسياسية على سورية بشكل عام. بكل الاحوال، سورية جاهزة للتعامل مع كل السيناريوات». واضاف: «نأمل في ان يكون ثمة حكمة لدى اولئك الذين يحاولون التصعيد والدفع نحو العمل العسكري»، مؤكداً ان «قناعتنا راسخة بأن المخرج من الازمة لن يكون إلا سياسياً». واعتبر ان «أي مشاكل في أي منطقة ستكون لها انعكاساتها على كل المنطقة لان الوضع في سورية متشابك ومعقد ومركب».