تدب الحياة من جديد في الملاعب السعودية عندما يبدأ الركض هذا المساء في استهلال الدوري بثلاث مواجهات، تجمع فرق الفتح والتعاون، والنصر ونجران، والنهضة والشعلة، بعد أن وقّعت رابطة دوري المحترفين عقداً مع شركة عبداللطيف جميل لرعاية أقوى البطولات السعودية مدة خمس سنوات، على أن يكون تدشين برنامج الرعاية في مواجهة الجولة الثانية التي تجمع الأهلي بالنصر في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع في 27 آب (أغسطس) الجاري. وتدخل الفرق الثلاثة في منافسات الجولة الأولى راغبة في حصد أولى النقاط، ولاسيما أن البدايات باتت مهمة لجميع الفرق، بعد أن أثبتت الدوريات الماضية أن الانطلاقة في مستهل مباريات الدوري تسهم في تحقيق اللقب أو البقاء بين أضواء دوري المحترفين، وإن كان من المتوقع ألا تظهر قوة معظم الفرق في مباريات الجولة الأولى، على اعتبار ابتعاد الفرق عن المشاركات الرسمية منذ قرابة شهرين، باستثناء الأهلي والشباب لمشاركتهما في دوري أبطال آسيا، والفتح والاتحاد في مقابلتهما ضمن بطولة السوبر السعودي. النصر - نجران يستضيف فريق النصر نظيره نجران على ملعب الملك فهد الدولي في مباراة عادة ما تشهد جانباً من الإثارة قياساً على ما أسفرت عنه مباريات الدوري في السنوات الماضية، ويبدو أن النصر في هذا الموسم سيكون في أفضل حالاته الفنية بتدعيم صفوفه بعدد من النجوم، إذا ما أقرن تلك التدعيمات العناصرية بنتائج ميدانية، غير أن النصر في هذه الليلة يفتقد عناصر مؤثرة عدة بسبب الإصابات، ما أحرج الجهاز الفني بقيادة الأوروغوياني جوزيه كارينيو قبل انطلاق الدوري، خصوصاً أنه اعتمد جلياً على هذه العناصر إما في المباريات الرسمية لمنافسات الموسم الماضي، وإما على صعيد التدريبات وبطولة بني ياس الودية الدولية التي حقق لقبها. ويفتقد الفريق النصراوي ظهيري الجنب حسين عبدالغني وخالد الغامدي، إضافة إلى حارس المرمى عبدالله العنزي ولاعب الارتكاز إبراهيم غالب وأيمن فتيني، وعلى رغم افتقاده هذه العناصر إلا أن النصر يمتلك عناصر مؤثرة قادرة على تحقيق الفوز، إذ لديه محمد نور وعبده عطيف وشايع شراحيلي وخالد الزيلعي ومحمد السهلاوي، إضافة إلى النجوم الزاهرة مثل اللاعب المنتقل من الاتفاق يحيى الشهري والمنتقل من الأهلي عبدالرحيم جيزاوي، وربما يستعين المدرب بالمنتقل الجديد كامل المرّ في حال استكمال أوراق تسجيله، فضلاً عن الأجانب محمد حسين وإيفرتون رامس وإلتون رودويجز ورفائيل باستوس. في المقابل، يسعى الفريق النجراني إلى الخروج بنتيجة إيجابية بعد أن أقام معسكراً إعدادياً في تركيا مدته عشرة أيام، ركز خلالها المدرب المقدوني جوكيكا على الجانب الفني البحت بعد مرحلة إعدادية اشتملت على النواحي اللياقية، ويصنّف المتابعون للاستحقاقات السعودية فريق نجران من الفرق التي استطاعت أن تفرض وجودها ضمن فرق منطقة الدفء، بقدرته على تجميع نقاط وافرة تؤهله للبقاء في دوري المحترفين، وإن كان في مواسمه الماضية شهد تذبذبات في النتائج، وتأثر لاعبوه في شكل واضح بتأخر مستحقاتهم المالية التي تصل إلى ثمانية أشهر في الموسم الماضي. ودعمّ نجران صفوفه باللاعب البرازيلي جاندسون والنيجيري أوسيني والأردني مصعب اللحام، مع بقاء المدافع الجزائري فريد شكلام للموسم الثالث على التوالي، واللاعبين المحليين جعفر السعيد وأحمد سهيل وسلطان الشريف وعبدالله الحويل وماجد بخيت، إلى جانب اللاعبين المعروفين مثل الحارس ناصر الصيعري وعوض خميس ومنصور مساعد وجمعان آل حمسل وعزان مقبول وعوض الصقور. الفتح - التعاون يحتضن ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي في الأحساء المباراة الثانية التي تجمع الفتح والتعاون، ويدخل الفريق الفتحاوي ب «شهية مفتوحة» لالتهام المزيد من الانتصارات بحثاً عن بطولات جديدة، إذ استطاع أن يحقق بطولة السوبر السعودي من أمام الاتحاد الأسبوع الماضي على أرض الأول وبين جماهيره بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، ليضيفها بطولة ثانية في تاريخه على مستوى الأندية الممتازة بعد حصده لقب الدوري. ويدافع «النموذجي» عن لقبه الذي حققه الموسم الماضي بقوة، كونه يمتلك مقومات النجاح بإدارة محنكة ولاعبين يعيشون أفضل حالاتهم الفنية واستقرار في الجهاز الفني بقيادة التونسي فتحي الجبال، الذي وضع اسمه ضمن أهم وأبرز المدربين الأجانب في المنافسات السعودية على مرّ تاريخها، ولا شك في أن فريق الفتح يعي أهمية الكسب في المباراة الأولى، على اعتبار أن انتصارات الجولات الأول كانت مفتاح باب البطولات. وما يميز الفتح الجماعية في الأداء، والمهارة لدى لاعبيه، والفكر الفني العالي، أثناء مجريات أي لقاء، وأبقى الفتحاويون لاعبيهم الثلاثة بعد نجاحهم في المرحلة الماضية جوزيه إلتون ودوريس سالمون وكيمو سيسكو، مع استمرار حارس المرمى عبدالله العويشير واللاعبين البارزين محمد الفهيد وحمدان الحمدان، وانتقال مشعل السعيد ومحمد نامي وعبدالرحمن القحطاني من الاتحاد والهلال والنصر إلى صفوفه، وعودة اللاعب الأسبق عبدالله الدوسري. وبالنسبة إلى فريق التعاون فقد أنهى مدربه الجزائري توفيق روابح استعدادات فريقه القادم من القصيم وفق برنامج إعدادي وتدعيمات في صفوفه، ويطمح إلى أن يبتعد عن شبح الهبوط وفرق المؤخرة منذ البداية. وتعاقدت إدارة التعاون مع المدافع الكيني ديفيد أوتشنج، ولاعب النصر الأسبق البرازيلي ريتشي، والأردني شادي أبوهشهش المنتقل من الفتح، والكاميروني بول أفلو المنتقل من نيس الفرنسي، وشهدت التعاقدات التعاونية انضمام عناصر محلية مثل عبده حكمي وعدنان فلاتة وفهد حمود ومحمود معاذ وماجد هزازي.