بعد أن تعادلنا مع المنتخب البحريني بنتيجة سلبية، راح البعض يدندن ويرقص فرحاً لأننا خرجنا منتصرين - هكذا يعتقدون -، بحسابات الذهاب والعودة. نعم، النتيجة جيدة للأخضر الذي حافظ على شباكه نظيفة، ولولا توفيق الله، ثم بسالة الحارس العملاق وليد عبدالله لعدنا ونحن نحمل هدفين من البحرين. إن ما يزعجني كثيراً أننا نبالغ في كل شيء، فإن وصفنا المنتخب تحدثنا عنه، وكأننا نتحدث عن البرازيل التي صفعت الأرجنتين بثلاثية عند السحور. وإذا تحدثنا عن الآخرين « قزمناهم»، وأشعرنا المتابعين أننا نملك منتخباً لايقهر، وهذا في رأيي لايخدم المنتخب، بل على العكس من ذلك، فقد يضره. أمام البحرين لم يتغير بيسيرو الذي أضاع علينا فرصة التأهل مباشرة عندما واجهنا كوريا الشمالية في استاد الملك فهد الدولي في آخر مباريات الأدوار النهائية. ذلك أن السيد بيسيرو يبدو أنه من أولئك المحاربين «غير الشجعان»، فقد أربك خط الوسط بلاعبين لايملكون النزعة الهجومية، وأعني بذلك وجود ثلاثة محاور. وكان من الأفضل للمنتخب لو اعتمدنا على محورين فقط - عطيف وكريري -، وأعدنا عبدالغني إلى الظهير الأيسر، وأشركنا أحد اللاعبين، تيسير أو مناف أو الشلهوب لكان حالنا أفضل. أمام قائمة الوسط هذه التي بدأ بها بيسيرو المباراة، لا يمكن أن نطالب مالك وياسر بالتسجيل ومن الظلم أن نحملهما مسؤولية عدم التسجيل في المباراة. ولو لاحظنا جيداً لوجدنا أنهما كانا شبه معزولين تماماً عن بقية خط الوسط، إلا من إمدادات غير متواصلة، وغير مركزة من لاعب الوسط محمد نور. والحقيقة أنني لم أعد متفائلاً من مباراة الأربعاء المقبل، إذا ما استمر البرتغالي بيسيرو على نهجه وخوفه وتردده، وهو المدرب الذي منحناه الثقة، وتحملنا لأول مرة مرارة الملحق التي جاءت نتيجة قراءاته الخاطئة. إن الذي يجب أن يعرفه بيسيرو، أننا لم نغب عن المونديال منذ 94 في أمريكا، وأن الوصول هذه المرة يحتاج إلى «شجاعة»، وإقناعنا بأنه مدرب يعرف ماذا يفعل ومتى..؟ أما ماذا يفعل؟ فهذا ماتحدده مباراة تحمل كل أحلام كأس العالم، وأما متى؟ فالموعد الأربعاء المقبل، أي بعد يومين، أو بعد ساعات، والمكان هو العاصمة الرياض. لقد كان الحارس وقلبي الدفاع، هم الشجعان في مباراة الذهاب، واستطاعوا أن يكونوا سداً منيعاً أمام الهجوم البحريني الذي لم يتوقف، وكان بيسيرو يتفرج ويشجع. من هنا من الرياض إما أن نقطع نصف البطاقة لنطير إلى نيوزلندا، وإما أن نقص تذاكر مغادرة نهائية لبيسيرو ليعود إلى بلاده، ونعتذر لمونديال اعتدنا على التواجد فيه. إن على اللاعبين السعوديين ومدربهم إذا ما أرادوا أن يتأهلوا للمباراة المقبلة، أن يتخلصوا في بداية الأمر من «شبح» البحرين الذي ظل يطارد اللاعبين والإعلام والجمهور السعودي. قد تبدو هذه حقيقة، ولكنها ارتبطت ببطولات كأس دورة الخليج، وهذه المهمة تختلف عن تلك، وشتان مابين دورة الخليج، ومباراة تمنحك نتيجتها الإقتراب من نهائيات كأس العالم. [email protected]