طهران - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - اتهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس، التيار المتشدد (المحافظ) باعتماد مقاربة «فاشية وتوتاليتارية» في تعامله مع الآخرين، فيما اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ان الأحداث التي سبقت الانتخابات الرئاسية وأعقبتها، تشكل «نعمة كبيرة» اذ «أبرزت نقاط الضعف والقوة» في النظام. في الوقت ذاته، اعلن قائد فيلق المضادات الجوية في سلاح الجو الإيراني الجنرال احمد ميقاني «النجاح في تصنيع عشرات البطاريات المضادة للطائرات وأنظمة صواريخ، اضافة الى انظمة رادار». وقال: «اصبحنا قادرين على اكتشاف صواريخ كروز التي لا يرصدها الرادار، وتدميرها». وعلى صعيد السجال الداخلي في ايران، اعرب خاتمي خلال لقائه اساتذة جامعيين عن اعتقاده بأن المتشددين «دمروا في الانتخابات ابرز فرصة ظهرت للنظام الإسلامي والبلد». وأضاف: «نعارض تفسير الدين من قبل أولئك الذين يريدون، باسم مواجهة الليبرالية الغربية، دفع الشعب بالقوة إلى طريق يعتبرونها ناجحة، مستخدمين مقاربة فاشية وتوتاليتارية». ونقلت وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) عنه قوله ان الانتخابات كانت «فرصة للشباب والمستائين، كي يعودوا الى الساحة ويتخذوا الخيار الصائب، مع ابداء الأمل بالنظام والمستقبل». اما خامنئي فشبّه «الأحداث التي وقعت قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة وبعدها، بمناورة عسكرية ابرزت نقاط الضعف والقوة وشكّلت في مجموعها نعمة كبيرة»، معتبراً انه «في الأحداث المثيرة للفتن، تصعب معرفة ملابساتها وتشخيص المهاجم عن المدافع والصديق عن العدو». وأكد خلال لقائه شعراء ومثقفين وفنانين وأدباء ان «الحرب الناعمة حقيقة واقعة في عالمنا. عندما يرى الإنسان تجهيز الأعداء الحاقدين واصطفافهم وتصديهم للثورة والإمام الخميني والأهداف السامية للنظام الإسلامي، يقتنع بوجود هذه الحرب الناعمة على رغم ان البعض ربما لا يراها». وشدد المرشد خلال لقائه الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والوفد المرافق له أمس، على ان «التعاون بين الأمتين في المجالات الصناعية والاقتصادية والمصرفية والنقل، يجب ان ينمو بالتوازن مع التعاون السياسي». وأضاف: «من خلال تعزيز هذا التعاون، سيكون بإمكان ايران وفنزويلا تعزيز جبهتهما من اجل الاستقلال التي أُنشئت أخيراً». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن خامنئي قوله ان «تعزيز القيم المعنوية والروحية، من متطلبات المقاومة في مواجهة الأعداء». وأضاف: «اذا امتلك الإنسان روح الصمود والمقاومة، لن يتعرض للفشل والهزيمة». واعتبر ان «الهزائم المتلاحقة التي مُنيت بها اميركا وأفول شموخها وعظمتها في مناطق مختلفة، مؤشر الى الحقيقة غير القابلة للإنكار بحصول التغيير في العالم». كما ذكرت وكالة «ارنا» أن مدير معهد الدراسات الانتروبولوجية والثقافية حميد رضا اية الله ينوي القيام بمراجعة البرامج الجامعية في مواد العلوم الانسانية «بغية اسلمتها اكثر»، وذلك ردا على انتقادات صدرت عن المرشد علي خامنئي اشار فيها الى الطابع الغربي جدا لهذه المواد. وقال اية الله ان «قسماً كبيراً من البرنامج في مجتمعنا (..) ليس متطابقا مع ثقافتنا الاسلامية الايرانية. وهذا يحتاج الى مراجعة». وهذه المراجعة «ستستلهم توصيات المرشد الاعلى». وكان خامنئي انتقد اثناء اجتماع مع جامعيين في الاونة الاخيرة، تعليم العلوم الانسانية في الجامعة. وقال «اذا علمنا شبابنا على منوال ما قاله الغربيون وما كتبوه فاننا نعلمهم الشك والجحود ازاء المبادىء الاسلامية وقيمنا». كما اعرب عن قلقه لوجود نحو مليوني طالب مسجلين لدراسة العلوم الانسانية. ويذكر ان الجامعات الايرانية تشكل معاقل تقليدية للاحتجاج في الجمهورية الاسلامية التي سعت منذ قيامها الى اسلمة الجامعة والبرامج. وقبل ساعات من عقد الحكومة الجديدة للرئيس محمود أحمدي نجاد اول اجتماع لها في مدينة مشهد شمال شرقي البلد أمس، رشح الرئيس الإيراني النائبة فاطمة آليا لتولي وزارة التربية والتعليم، وعلي ذبيحي الذي يرأس هيئة الضمان الاجتماعي، لشغل وزارة الطاقة. وأعلن مسؤول في رئاسة مجلس الشورى (البرلمان) ان جلسة منح الثقة للمرشحين الجدد ستُعقد في 15 الشهر الجاري.