أن تكون إنساناً راقياً فلابد أن تكون سباقاً، ولتكون سباقاً فلابد أن تدخل المسافات الكونية، وهذه المسافات الكونية لا تتحقق إلا بالإصرار على العمل بما ينفع الناس. قاعدة بسيطة أليس كذلك؟... إذن لماذا لا ندخل هذه السباقات؟... ولم لا؟ حالياً ليس مستحيلاً أن نحرز بعض البطولات أعني بطولات المسافات الكونية وليس بطولات الحروب بيننا وبين بعضنا الآخر. لا أريد الدمار وقتل الآمنين في بيوتهم، لا أريد أن يذهب البعض منا إلى الهيئات العالمية ليدبروا المكائد لبعض، لقد ملت منا الأممالمتحدة، ومن شكاوانا، ولقد تقززنا ونحن نرى في شهرنا الكريم، شهر المحبة والتعاطف، شهر الصفاء الروحي، من يحاول قتل الأمير محمد بن نايف. إنني أخجل أن يحدث هذا في بلدي، ولا أريد أن أقرأ المزيد من تلك المحاولات المقززة. أخجل أن يحدث هذا وأتساءل لماذا لا أقرأ تهنئة على نجاح علمي تسابقنا على تحقيقه مثلما تسابقت الصين والدول الغربية على إيجاد لقاح «انفلونزا الخنازير». الصين تتلقى التهنئة من منظمة الصحة العالمية بسبب تمكن شركتها لصناعة الأدوية «سينوفاك» من سرعة إنتاج لقاح يتكون من جرعة واحدة لمكافحة انفلونزا الخنازير، وبعدها بساعات تعلن سويسرا أن شركة «نوفارتيس» السويسرية تمكنت من انتاج جرعة واحدة تكفي لعلاج ذلك المرض! سباق... هم يدخلون السباق الكوني ويفوزون، ونحن ندخل الألم في نفوسنا في أرض المحبة والسلام، أرض «أقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم». أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم وفي أكثر من موقع أن نأخذ العلم ونعمل به، ماذا تعلمنا؟ ماذا تسابقنا عليه؟ التفجير! نفجر في أوطاننا بدل التفكير، كيف نكون خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. إن من المنكر ألا نلتم حول بعضنا متحابين، متصالحين، متصافين، نصنع الأمصال التي تقينا الأمراض والتفكك. المنكر والمؤسف حقاً، ألا نلتقط الرسالة التي بعث بها ملكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز لنا جميعاً، ألا وهي إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، إنه يقول: إنها طريق جديد لكم فاسلكوه... فهلا سلكنا طريق العلم مثلهم؟ إنني أغار كثيراً، أغار وأحتار كيف لا، وقد دعينا إلى هذا الطريق ونعلم أنه الطريق الأمثل الذي به ندخل السباق إلى الكونية المشرفة؟ [email protected]