بور جانتي (الغابون) - أ ف ب - غادر عدد كبير من السكان أمس، مدينة بور جانتي غرب الغابون التي سادها هدوء نسبي بعد اعمال عنف جديدة شهدتها ليل السبت - الاحد، اذ واصلت المعارضة احتجاجها على انتخاب علي بونغو رئيساً خلفاً لوالده عمر بونغو الذي حكم البلد 41 سنة. وقال رجل كان في موقف للمراكب جنوبالمدينة، مع مئات الاشخاص الذين يحملون حقائب خفيفة: «افضّل مغادرة بور جانتي لضمان امن اسرتي». ولا يمكن الوصول الى بور جانتي الواقعة على شبه جزيرة ماندجي على بعد نحو مئة كيلومتر عن ليبرفيل، الا بالطائرة او المراكب ولا يوجد اي طريق يربطها ببقية الغابون. وعلقت شركات الطيران رحلاتها الى المدينة وهي معقل المعارض التاريخي بيار مامبوندو، بسبب اعمال العنف التي تسببت بمقتل شخصين. وقالت فيريجيني كومبا وهي ربة أسرة: «نرحل لنتجنب ما عشناه في تسعينات» القرن العشرين عندما شهدت المدينة اعمال شغب ونهب واحراق مبان حكومية وخاصة، بعد موت معارض يتحدر من بور جانتي في ظروف مريبة. واضافت: «في التسعينات، شهدنا اعمال عنف وجوعاً ونقصاً في المياه والكهرباء». وشهدت المدينة ليل السبت - الاحد عمليات نهب، كما اقام مشاغبون حواجز على الطرق الرئيسة لمنع آليات قوى الامن من التنقل، فيما نظمت شركة «توتال» النفطية الفرنسية «انسحاباً موقتاً» لموظفيها الموجودين في بور جانتي الى غرب الغابون، بعد استهداف منشآتها. وقبل اندلاع الاضطرابات الجديدة، قال بونغو لإذاعة فرنسا الدولية: «من الضروري جداً عودة الهدوء الى كل ارجاء البلد». وفي اشارة الى اندريه مبا اوبامي وزير الداخلية السابق (الذي حل في المرتبة الثانية في الاقتراع) والمعارض التاريخي بيار مامبوندو (المرتبة الثالثة) واللذين يؤكدان فوزهما في الانتخابات، قال بونغو: «نحن بلد يسوده القانون، لذا ثمة مؤسسات قائمة لكل الذين يريدون تقديم طعون» في النتائج. في الوقت ذاته، اعلن وزير الدولة الفرنسي للتعاون آلان جوانديه ان باريس «ستتعامل مع الرئيس الغابوني المنتخب»، بعد اعلان فوز بونغو. وقال ان فرنسا «ليس لديها اي مرشح» في الغابون، فيما لام الحزب الاشتراكي المعارض باريس لأنها «انحازت» في نتائج الانتخابات. وبات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يرأس الاتحاد الافريقي، اول مسؤول دولي يهنئ بونغو بفوزه، معرباً في اتصال هاتفي معه «عن تمنياته بأن تستمر الغابون في مسيرة الاستقرار» التي شهدتها خلال عهد عمر بونغو.