قال شهود إن الشرطة البحرينية أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على المتظاهرين بعدما تحولت الاحتجاجات التي دعا إليها ناشطون للمطالبة بالتغيير الديموقراطي إلى العنف. وصعد الناشطون حملتهم المستمرة منذ عامين ونصف للضغط على الأسرة الحاكمة للسماح بمزيد من الديموقراطية في الدولة البالغ عدد سكانها 1.25 مليون نسمة غالبيتهم من الشيعة. ودعت شخصيات من المعارضة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى تظاهرات حاشدة في البحرين اليوم الأربعاء ما دفع السلطات إلى تشديد إجراءات الأمن والتحذير من إجراءات صارمة ودفع الولاياتالمتحدة لإغلاق سفارتها في المملكة مؤقتا. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات خطيرة في الاشتباكات التي اندلعت بعد غروب الشمس في عدد من القرى الشيعية حول العاصمة المنامة. وتحولت التظاهرات في قرية الشاخورة غربي المنامة إلى اشتباك بين الشرطة ونحو 300 متظاهر يرددون شعارات مناهضة للحكومة عند حاجز من السلك الشائك. وقال شاهد إن الشرطة تصدت للحشد بإطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش. وقال إن بعض الناس تأثروا بالغاز لكن لم ترد تقارير عن إصابات خطيرة. وقال شهود إن اشتباكات مماثلة اندلعت في قرى شيعية أخرى من بينها قرية قرانة حيث رد المتظاهرون برشق الشرطة بالقنابل الحارقة دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات بشرية. وفي وقت سابق خرج نحو مئة شخص في مظاهرة سلمية في قرية سار غربي العاصمة المنامة صباح اليوم الاربعاء ملوحين بأعلام البحرين ومرددين هتافات مناهضة للحكومة. وانفض الاحتجاج سلميا من دون تدخل قوات الأمن. وقالت جمعية الوفاق الوطني- وهي أكبر جماعة معارضة في البحرين- على موقعها الالكتروني إن نحو 60 تظاهرة نظمت في 40 موقع اليوم الأربعاء. ولم يتسن ل"رويترز" تأكبد هذا الرقم. وتجمعت قوات الأمن في حي السيف في المنامة بعدما استخدم ناشطون خدمة "تويتر" لحث المتظاهرين على التجمع هناك في تحدي للحظر الشامل على الاحتجاجات في العاصمة ولكن لم ترد أنباء عن وقوع أي حوادث. وكانت حركة "تمرد" هي القوة المحركة للاحتجاجات المنسقة الجديدة من أجل الديموقراطية. والحركة عبارة عن تحالف فضفاض لناشطي المعارضة تشكل في أوائل تموز (يوليو)، واستمدت اسمها من حركة "تمرد" المصرية التي ساعدت في حشد تظاهرات واسعة ضد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أول رئيس منتخب في شكل حر في البلاد دفعت الجيش للتدخل وعزله في الثالث من تموز. وذكرت وزارة الداخلية أن عاملا اسيويا أصيب بقنبلة حارقة اثناء محاولته فتح طريق أغلقه المحتجون في قرية جنوبي المنامة، وقالت إن المحتجين استخدموا الإطارات التي اشعلوا فيها النيران لقطع طريق رئيسي في المحرق الى الشمال الشرقي. ووصفت الوزارة احتجاجات بأنها "إرهاب". وأقرت الحكومة هذا الشهر قوانين صارمة جديدة من بينها السجن لمدد أطول وسحب الجنسية البحرينية للتصدي لمثل تلك الاحتجاجات. وفي بعض القرى، أغلقت جميع المتاجر اليوم. وفي المنامة فتحت الشركات أبوابها لكن وجود الشرطة كان أكبر من المعتاد. وكانت قوات الأمن تراقب المرور على الطرق المؤدية للعاصمة وتوقف أحيانا سيارات للتحقق من هوية ركابها. وتشكو المعارضة من تمييز ضد الأغلبية الشيعية في مجالات مثل العمل والخدمات العامة وتطالب بنظام ملكي دستوري وحكومة يختارها برلمان منتخب ديموقراطياً. وتنفي الحكومة أي تمييز. وقال زعيم جمعية الوفاق ل"رويترز" أمس الثلثاء إنها لا تعتزم المشاركة في الاحتجاجات رسميا، لكنها تؤيد الحق في التظاهر السلمي.