استضافت كلية الطب في جامعة الإسكندرية أخيراً مؤتمراً دولياً لأمراض الجهاز الهضمي بمشاركة 900 باحث من الدنمارك وبلجيكا وبلغاريا والسويد وفرنسا وهولندا وباكستان وأميركا وإنكلترا واليابان والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والأردن. وخلال المؤتمر، أعلن عميد معهد الكبد في مصر الدكتور إمام واكد أن هناك أملاً جديداً لمرضى التهاب الكبد المصابين بالفيروس من النوع «بي». وأوضح أن هذا الأمل يتمثّل في عقار «إنتيكافير» Entecavir (اسمه علمياً «باراكلود» Baraclude) الذي يقضي على تليّف الكبد مع حماية المريض من حدوث مضاعفات التليّف، ومن المضاعفات الأخرى التي تقوده إلى الدخول في الصورة المرضية النمطية لمريض الكبد، كالاستسقاء البريتوني، أو الغيبوبة الكبدية وغيرهما. وفي سياق متصل، تحدّثت أستاذة أمراض الكبد في كلية الطب في جامعة الإسكندرية الدكتورة سهام عبد الرحيم عن وجود جيلين من أدوية علاج الفيروس «بي». وبيّنت أن أجسام المرضى كانت تُظهر مقاومة لأدوية الجيل الأول. وأشارت الى أن الجيل الثاني لا يخلص الجسم من الفيروس. وأثبت الجيل الثالث، الذي يمثّله «إنتيكافير»، فاعلية كبيرة في القضاء على تليّف الكبد وتخليص الدم من الفيروس بنسبة كبيرة جداً. وأوضحت عبد الرحيم أن نسبة التخلّص من الفيروس قد تصل الى حدّ اختفائه خلال فترة من العلاج تتراوح بين ستة أشهر وسنة. وشددت على أنه لا يسبب فقر الدم (أنيميا) ولا يقاومه الجسم. وأكدت أن مريض الكبد يستطيع الصوم في رمضان على أن يقلل من الدهون والسكريات لأنها تشكّل وسطاً خصباً لنمو الفيروس، وأن يكثر من تناول الخضراوات كالخس والجزر والبصل والخيار لأنها مغذية للكبد، وأن يحترس أيضاً من الأغذية المشبعة بالدهون. وقدّم رئيس «الرابطة العربية لأمراض سرطانات الكبد» الدكتور سامي الخطيب (الأردن) دراسة مقارنة عن حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الأردن وفلسطين وسورية ولبنان ومصر والسعودية. وأكد أن العلاجات الراهنة تتمثّل في أدوية تستطيع أن تضرب الخلية السرطانية مباشرة وقتلها، مع عدم إلحاق الضرر بالخلايا السليمة. وأفاد أن ذلك يغاير ما يكونه الحال عند استعمال العلاج الكيماوي الذي يؤثر في الخلايا السرطانية والطبيعية على حد سواء. وأكد الخطيب أن الجديد في علاج سرطانات القسم الأخير من الأمعاء الغليظة، وتعرف بالمستقيم، يتمثّل في استعمال الأشعة مع الأدوية، وذلك قبل إجراء العملية، ما يساعد الجراحين على الحفاظ على كل صمامات المريض فيحتفظ بالقدرة على التبرّز بإرادته. وأخيراً، أوصى المؤتمر بالتوسع في استخدام العلاج بالأشعة نظراً لقلة تكاليفها بالمقارنة مع الأدوية، وبعلاج الأطفال من الالتهاب التقرحي للقولون مبكراً لتجنب حدوث سرطانات للقولون والمستقيم، وباستخدام المنظار التشخيصي الذي يُدخل من طريق الأنف.