طهران، استوكهولم أ ب، رويترز، أ ف ب - حضّ خطيب صلاة الجمعة في طهران أمس، على الخروج من «نار» النزاع الداخلي المتواصل منذ الانتخابات الرئاسية، والتركيز على «تصدير الثورة»، فيما كشف محمد رضا باهونار نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) ان مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي تدخل سراً لجعل النواب يتجاوزون اعتراضاتهم ويمنحون الثقة لتشكيلة الحكومة التي عرضها الرئيس محمود أحمدي نجاد. جاء ذلك في وقت جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إيران الى استئناف التفاوض حول برنامجها النووي، محذراً من انه لن يخشى «مواجهتها». وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت الذي يرأس اجتماعاً لنظرائه الأوروبيين في استوكهولم يستمر يومين: «قدمنا عرضاً سخياً. نريد تعاون إيران حول عدد من المسائل، بينها تطوير تكنولوجيا نووية للاستخدام المدني». وأضاف بيلدت الذي يتولى بلده الرئاسة الدورية للاتحاد: «إذا كانوا مستعدين للتفاوض معنا، نحن مستعدون للتعاون معهم. وإذا قرروا الذهاب الى المواجهة، ستحصل المواجهة». في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير: «نتحاور مع ايران منذ ثلاث سنوات، ولم يؤدِ هذا الى شيء على الإطلاق. ونواصل الحوار، الأمر الإيجابي ان الشعب الإيراني اظهر هذه الأيام تصميماً للتوجه نحو شكل مختلف من الديموقراطية». وأشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا الى انه يحاول الاتصال بنظرائه الإيرانيين، لمناقشة إعلان كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ان الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستتسلم الأسبوع المقبل رزمة اقتراحات لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤولين في الاتحاد قولهم ان تشكيل الحكومة الإيرانية «يصعِّب» جهود إعادة إيران الى المحادثات. في المقابل، اتهمت إيرانالولاياتالمتحدة باستخدام «وثائق مزورة» واعتماد حيل، لتأكيد سعي طهران الى إنتاج أسلحة نووية. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأنها حصلت على رسالة بعث بها أمس مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الى المدير العام للوكالة محمد البرادعي، ويؤكد فيها ان اتهامات واشنطن «مفبركة ولا أساس لها وكاذبة». في طهران، قال محمد إمامي كاشاني في خطبة صلاة الجمعة: «في مجتمعنا الاسلامي، اذا أردنا إهانة كبرياء شخص في حديثنا، سيؤدي ذلك الى نار تؤذي الجميع» في اشارة الى السجالات الداخلية الناتجة من أزمة الانتخابات الرئاسية. وأضاف: «آن الأوان لتصدير الثورة. ليس الآن وقت معاملة بعضنا بعضاً بهذا الشكل. ان تصريحات مماثلة تسبّب الضرر للمجتمع الإسلامي وتمنع تصدير الثورة». في الوقت ذاته، أعلن إبراهيم رئيسي مساعد الرئيس الجديد للسلطة القضائية صادق لاريجاني ان «القضاء سيتعامل بحزم مع المسؤولين عن الاضطرابات التي تلت الانتخابات». وزاد: «بعضهم، بذرائع واهية ولتحقيق أهدافهم بعد الانتخابات، استغلوا ثقة الشعب (بهدف) التسبب في اضطرابات. ان الشعب يطلب تحركاً حازماً بحق هؤلاء. بعضهم يؤكد انه يجب التعامل برأفة إسلامية مع هؤلاء الناس، ولكن مع هذه الرأفة ينبغي تطبيق العدالة الإسلامية». وقال باهونار ان المرشد بعث برسالة «ودية» الى النواب شدد فيها على «رغبته في منح الوزراء الثقة وان يبدأوا عملهم في اقرب وقت ممكن وفي طاقة كاملة، فيما يواجه البلد أزمة ومسائل محلية ودولية». كما حضهم على الاطمئنان الى «ثقة الرئيس بمرشحيه». وأضاف ان خامنئي دعا النواب الى إمعان التفكير في «تقوى المرشحين واخلاقيتهم» و «مساهمتهم في الثورة». ونقلت وكالة «فارس» عن باهونار قوله: «لو لم تكن هناك توصيات من المرشد، لكان 8 او 9 وزراء فشلوا على الأرجح في نيل ثقة البرلمان، ولم يكن ذلك ليشكل بداية جيدة للحكومة. ان حكمة المرشد حالت دون ذلك، وغيّرت نظرة البرلمان» حيال المرشحين للتوزير. وأضاف: «لولا رسالة المرشد، لما حصل المرشحون لوزارات النفط والصناعة والتعاونيات والنقل والخارجية، على الثقة»، إضافة الى الوزراء الثلاثة الذين رُفض تعيينهم وهم: فاطمة أجورلو (الضمان الاجتماعي) وسوسن كشاورز (التربية) ومحمد علي أبادي (الطاقة). وكان البرلمان منح الثقة ل18 من الوزراء ال21 الذين اقترحهم نجاد. على صعيد آخر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مفتشيها لم يتمكنوا من دخول منشآت تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية، بعد ساعات على تأكيد بيونغيانغ انها شارفت المرحلة النهائية من التخصيب، ما يمنحها مساراً ثانياً لإنتاج سلاح نووي إضافة الى البلوتونيوم، وهذه خطوة أثارت «قلق» كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة. وفي واشنطن، قال البيت الابيض في بيان «نواصل التزامنا بضمان انصياع كوريا الشمالية لتعهداتها الدولية ونواصل تطبيق العقوبات التي تمت الموافقة عليها بصرامة». «حزب الله» يواصل استعداده من جهة أخرى، أنهت وحدة «شاحف» الاستخباراتية الميدانية الاسرائيلية امس، تدريبات استمرت اربعة أيام على كيفية الوصول الى العمق اللبناني وجمع معلومات عن قيادات رئيسية في «حزب الله» تمهيداً لاستهدافها بالخطف او الاغتيال، في حين اتهم قائدها المعرّف باسمه الرمزي «موتي»، في تصريحات صحافية، الحزب اللبناني بالاستعداد للحرب ومواصلة اقامة التحصينات في جنوب لبنان. وللمرة الاولى، شملت التدريبات التي اجرتها وحدة «شاحف» تنفيذ مهمات معينة داخل لبنان «خلال فترة حرب قاسية»، قام عناصرها خلالها بالتوغل في «مناطق معادية» وجمعوا معلومات عن «حزب الله» ونشاط قياداته وعناصره وانتشاره في قرى لبنانية مختلفة، وبمحاكاة سيناريو تحديد موقع مجموعة من الحزب وخطف عناصرها او قتلهم بالتنسيق مع سلاح الجو الذي شاركت بعض طائراته في التدريبات. وقال «موتي» الذي لم يكشف عن رتبته العسكرية ان «الانتصار المؤكد في الحرب المقبلة على حزب الله يكون في الوصول الى قيادة التنظيم وناشطيه الرئيسيين». واضاف: «في الحرب المقبلة يجب ان يكون الرد حاسماً وقوياً ومن دون تردد حتى نحصل على نتيجة مضمونة وحاسمة ايضاً». وتابع: «نحن اليوم على قناعة بأنه عند اندلاع الحرب سنرد في شكل فوري وقوي. من دون شك سيقع قتلى ومصابون وسيتعرض السكان لقصف مكثف بالصواريخ، ولكن من جهتنا سنكون متأكدين من أننا نحقق إنجازاً على ارض المعركة». وتساءل: «كيف يكون هذا الإنجاز؟ أساساً عبر وصولنا الى قيادة حزب الله والمس بها. هذه هي الطريقة الأفضل لمواجهة الحزب والقضاء عليه». وفي رأي قائد الوحدة فإن «صورة لبنان الخارجية كاذبة، والحقيقة انه تنفذ في الخفاء نشاطات كبيرة جداً استعداداً ليوم صدور الأوامر بالحرب». واضاف: «على رغم الهدوء عند الحدود الشمالية فإن حزب الله لم يتوقف عن الاستعداد للحرب وإقامة التحصينات». وزاد: «قد ننجح خلال هذه الحرب في تنفيذ عمليات خطف، واذا فشلنا فالمؤكد اننا سنكون قادرين على احباط كل عملية يسعى حزب الله لتنفيذها ضدنا، ولذلك فإننا منذ اليوم نعد بنك اهداف للحرب المقبلة وسنعرف تماماً كيف نعمل ضدهم». وادعى «موتي» ان «حزب الله كثف في الآونة الأخيرة جولات ناشطيه في المنطقة الحدودية. وكل ما نراه عن الحدود من تحركات للبنانيين يظهرون كمدنيين هو بكل بساطة خدعة وكذبة، اذ كل واحد من هؤلاء قد يكون مكلفاً من الحزب بجمع معلومات عن المنطقة استعداداً للحرب المقبلة». وتابع: «في حزب الله يعملون على اكثر من مسار: يجندون عملاء ويجمعون معلومات ويركزون على منطقة الحدود، ويعدون البنى التحتية في هذه المنطقة. لكننا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا الوضع، ووحداتنا المرابطة على طول الحدود الشمالية والتي تراقب الحدود بوسائل متطورة جاهزة للرد».