فرح المدريديون بجلب أنشيلوتي بعد رحيل سيء الذكر مورينيو، ولكن فرحة جماهير القلعة سماوية اللون لم تدم كثيراً، لأن للإيطالي المطلوب في أندية العالم داءاً بخطة اسمها الشجرة، ولعب مباراتين لم يقتنع أحدٌ بجدوى أسلوب يجعل من كريستيانو قلب هجوم، وهو الذي يحب الأطراف، بينما راح مورينيو مع أزرقه يعبث بمنتخبات جنوب شرق آسيا، مُطلقاً وعوده المعتادة، «سأفوز بكل الألقاب» بينما قال أنشيلوتي: «هذا عام السعادة»، فها ستكون شجرة كارلو مباركة أم أنها لا تختلف عن الزقوم. الكاتالونيون لم يمنحهم مرض تيتو فيلانوفا فرصة البحث عن مدرب قادر على قيادة أفضل لاعبي العالم حالياً، ميسي، نيمار، إنييستا، تشافي، فلم يعثروا في حوار إسبانيا عن العصفور النادر، ولم يقتنعوا بالأسماء الجاهزة في ملاعب أوروبا، أو أنها أقل شأناً من مكانة النادي، فدلهم ميسي على مدرب يبدو أنه على علاقة بوالده خورخي أو لكونه يدرب النادي الذي يحلم البرغوث الأرجنتيني بإنهاء مسيرته الكروية تحت ألوانه، مدرب اسمه تاتا ليعوض تيتو. يقول تاتا في تصريحاته إنه فوجئ باتصال برشلونة، وهو مدين لعائلة ميسي بنُصحها للرئيس روسيل، لكنه لا يعرف، وهو الناجح في دوري الأرجنتين، إن كان سيقدر على تقديم الإضافة إلى النادي الأفضل في العالم، بنجوم يحلم أي مدرب أن يقودهم إلى ألقاب وتتويجات، ويأسف لأن فرصته جاءت بسبب مرض فيلانوفا. ولأن تاتا لم يدخل أي امتحان في فترة التحضير، فإنه يبقى لغزاً إلى حين، فتيتو الذي قاد برشلونة إلى لقب إسبانيا، على رغم متاعبه الصحية، لم يغير كثيراً في خطة التيكا تاك المعتمدة في الفريق، فهل سيُبقي تاتا عليها أم يأتي بأسلوب الكرة الأرجنتينية المعروف بطريقة السهم المنطلق، وأن السيطرة على كل الأرض قد تستهلك الوقت والجهد، فالهدف هو بلوغ الهدف من دون دوران أو لف، فهل سيغير نادي كاتالونيا تصفيفة شعره هذه المرة، كما يسعى إلى تغيير مموليه بعد أن زادت الضغوط على النادي، للبحث عن استثمار غير عربي؟ إن حرب المدربين تكون في بعض الأحيان أشد من الأندية نفسها، فتنازل باريس سان جيرمان عن أنشيلوتي لمصلحة مدريد لم يكن بالأمر الهين، إذ تحول إلى ما يشبه بمفاوضات ستارت 2، لتقليص الأسلحة الهجومية بين أمريكا وروسيا، وكذلك بالنسبة إلى مورينيو في تشيلسي، بينما يبدو مجيء لوران بلان إلى النادي الباريسي وتاتا مارتينو، وكأن صفقة صامتة، ليبدأ الرهان الأكبر على هؤلاء المدربين المحكوم عليهم، بوضع تكتيكات كسب النقاط واستراتيجيات التتويج. في الجبهة الجرمانية، صفق الألمان طويلاً لغوارديولا بعد خرجته الأولى أمام ناديه برشلونة في مباراة نيل كأس هونيس، وكان لفوز بطل أوروبا طعمه، لأن ملامح التغيير بدت واضحة على فريق بطل في الأصل، إنما نحو تقديم كرة أكثر جاذبية، غير أن الامتحان أمام البراشلة المنقوصين من نجومهم يبقى خطوة أولى للتعارف في انتظار حرب البوندسليغا، إذ تترصد الفرق كبيرها وصغيرها النادي البافاري الذي سيلعب كل مبارياته بروح الكأس. [email protected]