علمت «الحياة» ان جولة المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في المنطقة الاسبوع المقبل ستكون حاسمة وستحدد نوعية المبادرة الاميركية للسلام وشكلها. وفيما اكدت اسرائيل قرب التوصل الى «تفاهمات» في شأن «تعليق» البناء الاستيطاني، اكدت السلطة الفلسطينية ان الادارة الاميركية ابلغتها عدم التوصل الى اي اتفاق، في حين وجه البيت الابيض رسالة تحذير لاسرائيل اكد فيها ان تجميد الاستيطان «سيكون امتحاناً أساسياً» لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو سيحدد علاقته بالادارة الاميركية. والتقى ميتشل امس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لاطلاعها على نتائج محادثاته في شأن اطلاق عملية السلام، وجولته المقبلة في الشرق الاوسط. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي اعلن عقب محادثات ميتشل مع الوفد الاسرائيلي ليل الاربعاء - الخميس في نيويورك، ان المبعوث الاميركي سيتوجه الى المنطقة الاسبوع المقبل لاستكمال مشاوراته. وأوضح مسؤول اميركي ل «الحياة» انه ليس هناك اي قرار حاسم في شأن التحرك الاميركي المقبل، مشيراً الى ان ذلك ينتظر انتهاء مشاورات ميتشل وجولته السابعة في المنطقة. وكشفت مصادر اميركية مطلعة ل «الحياة» ان اجتماع ميتشل مع الوفد الاسرائيلي ناقش التفاصيل القانونية لتجميد الاستيطان، ومدة التجميد ومدى ارتباطه بمسار عملية السلام، وحق اسرائيل في وقف التجميد في حال انهارت العملية السلمية، كما تطرق الاجتماع الى الاستثناءات التي سيسمح فيها بالبناء الاستيطاني. وعلى الجانب الاسرائيلي، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية قوله ان الادارة الاميركية على وشك التوصل الى تفاهمات مع نتانياهو في شأن سلسلة خطوات تتيح استئناف المفاوضات، بينها تجميد الاستيطان. في الوقت نفسه، قالت مصادر اسرائيلية ان الاميركيين وافقوا على «تعليق» موقت للبناء الاستيطاني مدة اشهر، ويشمل كل المستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها الكتل الاستيطانية الكبرى. وذكرت صحيفة «معاريف» ان التفاهمات تشمل التزاماً اسرائيلياً بوقف هدم منازل المقدسيين او ترحيلهم، فيما قال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان التفاهم يقضي بربط تجميد الاستيطان بوفاء الدول العربية بالتزاماتها التطبيعية. غير ان مسؤولاً فلسطينياً كشف ل «الحياة» في رام الله ان الجانب الاميركي ابلغ الرئيس عباس امس ان الاتصالات مع اسرائيل بهدف وقف الاستيطان لم تسفر عن اتفاق، مضيفاً انه «في حال عدم حصول اتفاق على وقف الاستيطان، فان الاجتماع (بين عباس ونتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك) لن يحدث، والمفاوضات لن تستأنف».