عاد المعارض الروسي ألكسي نافالني الذي أُطلق سراحه في كيروف (شرق) على رغم من حكم بسجنه خمس سنوات إلى موسكو أمس، حيث لقي استقبال الأبطال مع زوجته، وأكد وسط هتافات مؤيديه أنه سيبقي على ترشّحه لمنصب رئيس بلدية موسكو، وقال: «سنشارك في هذه الانتخابات وسننتصر». وكانت محكمة كيروف حكمت الخميس الماضي، على نافالني (37 سنة) الأب لولدين، بتهمة تنظيم عملية اختلاس 16 مليون روبل (400 ألف يورو) في عام 2009 من مشروع استثماري في غابات منطقة كيروفليس، عندما كان مستشاراً لحاكم المنطقة. وأفرج القضاء الروسي عنه خلافاً للتوقعات، ووُضِع تحت المراقبة حتى النظر في طلب استئناف الحكم بسجنه خمس سنوات الذي أثار تظاهرات حاشدة في موسكو اعتقل خلالها 200 شخص. واعتبرت محكمة كيروف أن إبقاء نافالني قيد الاحتجاز سيحرمه من حقه في الترشّح لانتخابات بلدية موسكو المرتقبة في 8 أيلول (سبتمبر) المقبل. وكان حشد من مؤيديه ارتدوا قمصاناً كُتب عليها «نافالني» و«أخي نافالني» وحملوا وروداً وهتفوا باسمه، أثناء استقباله في محطة القطارات، بينما انتشرت في المكان قوات مكافحة الشغب. وقال نافالني أمام مئات من مؤيديه مستعيناً بمكبر: «معاً نحن قوة هائلة وقادرة وأنا سعيد لأننا بدأنا ندرك ذلك». وزاد: «أمامنا حملة انتخابية طويلة وشاقة. سبعة أسابيع من العمل بلا انقطاع وهذه ليست سوى البداية»، ملمحاً بذلك إلى الانتخابات البلدية المقبلة، التي سيتنافس فيها مع الرئيس المنتهية ولايته سيرغي سوبيانين القريب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يُذكر أن نافالني خطيب بارع، برز خلال التظاهرات المناهضة لبوتين ومن أشد محاربي الفساد عبر كشف معلومات مدوية على الإنترنت. ويُعتبر أحد قادة حركة احتجاج تبلورت في عام 2011 للتنديد بنتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب بوتين «روسيا الموحدة»، وتؤكد المعارضة حصول تزوير فيها. وفي سياق متصل، أعلن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس بوتين، أنه ينبغي «احترام» الحكم بالسجن الصادر بحق نافالني، وليس للرئيس الروسي أن يدلي بتعليق في هذا الشأن.