اكتملت الأعمال الإنشائية في مشروع منتجع وسبا طيران الإمارات وولغان فالي في منطقة بلو ماونتنز (الجبال الزرقاء) بمقاطعة نيو ساوث ويلز الأسترالية. وقال جوست هيميجر، مدير عام المنتجع: «سوف نباشر استقبال ضيوفنا حسب المخطط في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وذلك بعد أن تجاوزنا مرحلة البناء الصعبة ودخلنا مرحلة التشطيبات ووضع اللمسات النهائية». ومع اكتمال أنظمة المياه والكهرباء في المنتجع، فإن التركيز ينصب حالياً على ديكورات ومتطلبات كل جناح بمفرده. وقد تم حتى الآن تأثيث الأجنحة التي يتكون كل منها من غرفة نوم واحدة. ويجرى العمل حالياً في المركز الاجتماعي للمنتجع «مين هومستيد». كما اكتمل حمام السباحة الرئيسي والجمنازيوم و «تايملس سبا» الفاخر في نهاية تموز (يوليو) الماضي. ويتكامل منتجع وسبا طيران الإمارات وولغان فالي تماماً مع البيئة المحيطة. ويتضمن المنتجع، الذي أقيم على نفس أسس منتجع وسبا المها الصحراوي في دبي، العديد من التصاميم البيئية في جميع المجالات المتاحة، مثل تجميع مياه الأمطار، وإعادة تدوير المياه المستخدمة، وتكنولوجيا التبادل الحراري للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية واستخدام ألواح الطاقة الشمسية لأنظمة تسخين المياه. ويوجد في المنتجع أكثر من 100 وحدة طاقة شمسية، مما يقلل كثيراً من استهلاك الطاقة ويحافظ على الموارد المتاحة ويحد من الآثار السلبية على البيئة. وتشمل الإجراءات الأخرى التي تهدف إلى الحد من تلوث البيئة، وضعية واتجاه الغرف لتقليل متطلبات التبريد والتدفئة، وأغلفة العزل الحديثة والشرفات التقليدية الواسعة، التي تسمح بتدفق الهواء بحرية حول وخلال كل مبنى. ويستخدم المنتجع أيضاً طواحين الهواء التقليدية بدلاً من المضخات الكهربائية. وروعي في بناء المنتجع من الناحية المعمارية احترام الهوية والتقاليد الأسترالية وتاريخ المنطقة الريفية المحلية. فقد استوحي تصميم «تايملس سبا» مثلاً من الطراز الاتحادي الذي يحاكي المنازل الأسترالية التقليدية، وذلك على رغم ما يضمه من تجهيزات وممارسات عصرية تشمل بعضاً من أفضل مواد وتقنيات البناء حفاظاً على البيئة. وتم جلب مواد طبيعية ومصنعة، مثل الحجر الرملي والأخشاب، من مصادر محلية في دائرة حول المنتجع قطرها 100 كيلومتر كلما كان ذلك ممكناً. كما تم توظيف معظم العمال المهرة وصغار المقاولين من المنطقة ذاتها. وقد ساهم ذلك في تنمية الاقتصاد المحلي في وقت تشتد الحاجة إلى ذلك، عدا عن الحد من التلوث الكربوني الناجم من عمليات البناء. وأبدى منتجع وسبا طيران الإمارات وولغان فالي التزاماً تاماً بدعم الفنون والمشغولات اليدوية المحلية، حيث تم جلب معظم الأثاث والأعمال الفنية من المنطقة ذاتها، وتم تصنيع قطع الأثاث الخشبي في نيو ساوث ويلز باستخدام أخشاب أسترالية. واستخدم نجارون محليون لإبداع تشكيلة الأثاث التي تحمل اسم المنتجع والتي سميت «مجموعة وولغان»، جذوع الأشجار المتساقطة في المنطقة لعمل قطع أثاث فريدة. وقام حدادون محليون بتصميم وتصنيع أعمدة ومصابيح الإنارة. وفيما يتعلق بإجراءات وجهود حماية البيئة، فقد بوشر بجهود البستنة وتطوير الحدائق داخل وحول المنتجع منذ بداية تنفيذ المشروع. وتم تنفيذ برنامج استمر عامين لإزالة الحشائش والشجيرات الضارة من الموقع، وزراعة مسطحات عشبية و25 ألف شجرة باستخدام بذور محلية تم تجميعها في الموقع وتربيتها في مشتل محلي في «لايتغرو». وتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح لزراعة الأشجار بفضل مساهمة متطوعين محليين ومنظمة عالمية للطلبة المتطوعين. وساهم أكثر من 60 طالباً خلال الصيف في جهود حماية البيئة في المنتجع التي تجرى وفقاً للخطط الموضوعة، حيث تم منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي وحتى الآن غرس أكثر من 20 ألف شجرة. ويساهم مشروع وولغان لحماية البيئة في إحياء تواجد الكثير من أصناف الحياة البرية المنقرضة والمهددة بخطر الانقراض وتأمين مستقبلها، بعد أن أصبحت مهددة بتأثير طفيليات نباتية وحيوانات مفترسة أدخلت إلى المنطقة. وجرت إزالة سياج من الأسلاك الشائكة طوله 40 كيلومتراً من الموقع للحد من الأخطار التي تتعرض لها الحيوانات أثناء محاولتها عبور السياج قفزاً من فوقه أو زحفاً من أسفله. وتم عمل مسارات للحياة البرية بالشراكة مع منظمات محلية لدعم وتسهيل حركة الحيوانات حول المنتجع وفي المناطق المجاورة التي أعلنت مواقع تراثية عالمية جديرة بالحماية. وخصصت منطقة آمنة مساحتها 50 هكتاراً لحماية الحيوانات الصغيرة الأكثر عرضة للأخطار. وعملت طيران الإمارات خلال مراحل البناء مع منظمات محلية ووطنية لبحث مخاوف هذه المنظمات من مفهوم تخصيص مناطق خالية من الأخطار. وتم بذل جهود كبيرة في المنطقة المحمية لضمان حصول جميع المقاولين في الموقع على تدريب مكثف حول كيفية منع الإضرار بالبيئة وحماية الأنواع النباتية والحيوانية. ولم تؤد عمليات بناء المنتجع إلى قتل شجرة واحدة في الموقع. وقال جوست هيميجر: «بدأنا نرى نتائج جهودنا المكثفة فيما يتعلق بأنواع الحياة البرية، حيث ازدادت أعداد الحيوانات الجرابية الصغيرة والكبيرة في الوادي». وأضاف: «سوف يصبح منتجع وسبا وولغان فالي وجهة رئيسة لهواة استكشاف الحيوانات البرية النادرة في بيئتها الطبيعية. وسوف تتاح الفرصة للزوار من أستراليا ومن دول العالم وعائلاتهم لمعايشة تجارب فريدة وهم ينعمون بالإقامة في منتجع عالمي فاخر».