أكد الأمين العام لجمعية إبصار الخيرية محمد بلو ل«الحياة» أفضلية الأسواق والمجمعات التجارية في دمج المعوقين بصرياً في المجتمع وتدريبهم على الحركة والتنقل داخلها، باعتبارها بيئة حقيقية لممارسة التدرب على التنقل بأمان، بعكس البيئة العمرانية لوجود الكثير من العوائق المتمثلة في أشجار الزينة، أعمدة الإنارة، ومواقع حاويات النفايات. وقال بلو إنه تم تأهيل الأطفال المعوقين بصرياً خلال انضمامهم في البرنامج الصيفي «بناء الأمل» تحت شعار «مجتمع صديق للبيئة» على الحركة والتنقل في المجمعات والأسواق التجارية بغرض دمجهم في المجتمع بصورة طبيعية وبأسلوب عملي وعلمي، معتبراً أن الأسواق هي أفضل بيئة حقيقية لممارسة التدرب على الحركة والتنقل بأمان. وتحدث عن البيئة العمرانية كونها غير مهيأة لذلك، بسبب وجود الكثير من العوائق الموجودة أمام المارة المتمثلة في أشجار الزينة وأعمدة الإنارة ومواقع حاويات النفايات، إضافة إلى ضعف الوعي بين شرائح المجتمع بحقوق المعاقين عامة، ما يجعلهم يوقفون المركبات على الأرصفة من دون وجود قوانين مرورية رادعة. وأكد استعداد الجمعية بشكل سنوي لتنفيذ البرنامج الذي يُستهدف فيه الأطفال المعوقين بصرياً والمكفوفين المسجلين مع عدد موازٍ لهم من الأطفال المبصرين ضمن فعاليات تأهيلية وتعليمية من خلال الأساليب التربوية الترفيهية، بهدف تحديد وضع وعلاقة المعوق بصرياً مع الأشياء المهمة في بيئته وتنمية مهاراته الحياتية. وأضاف «إشراك الأطفال المبصرين في البرنامج مفيد لتعلم الطفل المبصر كيفية توجيه الطفل المعوق بصرياً بصورة سليمة، تؤمنه من الحوادث ومن دون إشعاره بالحرج، باعتبار أن الدمج بين الأطفال المبصرين والمكفوفين في هذا البرنامج التدريبي يجعلهم متناغمين في الحركة، ويتيح بناء علاقة مبنية على التبادل المعلوماتي والإنساني، إضافة إلى الموازنة بين العاطفة والعقلانية». وشدد على ضرورة مشاركة الهيئات والمراكز التجارية بشكل أفضل ليتيح للبرنامج فرص أفضل في النمو، إضافة إلى ضرورة تدريب الكوادر من منسوبي التربية الخاصة والعاملين في هذا المجال على آلية التعامل مع المعوقين بصرياً عبر هذا البرنامج، موضحاً أنه تم تدريب عدد من الدارسات والمتطوعات هذا العام على كيفية الإشراف والمتابعة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية. من جهته، أوضح مشرف التربية الخاصة في إدارة التربية والتعليم في الأحساء راضي الشبعان أن الأطفال أبدوا تقدماً ملاحظاً خلال مدة تدريب مكثفة طيلة أيام تنفيذ البرنامج، مؤكداً حيوية وتفاعل الأطفال مع البرنامج التدريبي والتغيير الإيجابي للأطفال المشاركين في البرنامج من خلال 16 رحلة ترفيهية وتأهيلية تمتعوا بها خلال فترة الصيف. وأفاد الشبعان بأنه تم دمج الأطفال من المعاقين بصرياً والمعاقين من ذوي الإعاقات الأخرى مثل التوحد بشكل إيجابي، وتم إخراجهم من عزلتهم وأصبحوا مشاركين مع بقية أطفال البرنامج سواء بالحديث أم المشاركة في التعليم والترفيه والأنشطة الأخرى، لافتاً إلى أن ذلك يعد إنجازاً بحد ذاته، كون المعوق خرج من عزلته عبر دمجه الاجتماعي بالبيئة المحيطة. وأكد أهمية تعلّم مهارات التوجه والحركة في إكساب الأطفال الثقة في النفس للمشي والتجول في الأماكن العامة مع أسرهم بصورة سليمة وصحيحة، وتوسيع مداركه الثقافية، إضافة إلى التعرف على أشياء أكثر من خلال التسوق وتلمّس أشياء متنوعة ومستلزمات وغير ذلك.