انتقدت الرئاسة التونسية بشدة تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بشأن تطور الوضع في مصر، واعتبرت أن الجامعة فقدت دورها، ودعت في المقابل الاتحاد الإفريقي لعقد قمة إفريقية طارئة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة المصرية. وقال مدير الديوان الرئاسي والناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر، خلال مؤتمر صحفي، إن تونس "ترى أن جامعة الدول العربية فقدت دورها في إيجاد حل للأزمة المصرية بعد التصريحات التي صدرت عن أمينها العام نبيل العربي". وأضاف أن تونس "تستنكر بشدة تلك التصريحات، والمواقف التي جاءت باسم الجامعة العربية رغم أنها لم تتم بالتشاور حولها"، وذلك في إشارة إلى تصريحات نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية. وكان نبيل العربي قد أعلن في وقت سابق، أن ما جرى يوم الثلاثين من حزيران/يونيو في مصر، هو "ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً"، وأشار إلى أنه سيجرى اتصالات دولية مع عدد من المسؤولين والشخصيات لتوضيح هذه الحقيقة. وأضاف أنه يعتبر أن ما حدث فى مصر هو "أول ثورة شعبية تشهد أكبر تجمع بشرى فى التاريخ، وأن على الجميع أن يتفهم الظروف الإستثنائية التي تمر بها مصر وتقديم كل الدعم لها ولقيادتها لإنجاز خطوات هذه المرحلة الإنتقالية الدقيقة، ومساعدتها علي تنفيذ خارطة المستقبل التي توافقت عليها القيادات الوطنية للشعب المصري". وبحسب الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية، فإن نبيل العربي "تخلى بهذه التصريحات عن دوره كأمين عام للجامعة العربية، وتصرّف كمصري منحاز لطرف دون الآخر، وهذا أمر غير مقبول". وأضاف منصر "كنا نعوّل على دور للجامعة العربية لحل الأزمة وحقن الدماء في مصر، ولكن بعد هذا الموقف الذي أعلنه نبيل العربي، نعتقد أن الجامعة العربية فقدت القوة الأخلاقية للقيام بمثل هذا الدور". وأكد أن الرئاسة التونسية "ترى أنه لم يعد هناك أي هيكل إقليمي قادر على لعب دور للتوصل لتسوية لهذه الأزمة سوى منظمة الوحدة الإفريقية". وأشار في هذا السياق إلى أن الرئيس المؤقت منصف المرزوقي أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، وطلب منها التحرّك لإيجاد مخرج سريع للأزمة في مصر، حيث اقترح عليها "عقد قمة إفريقية طارئة لبحث الوضع في مصر". وأوضح أن الاتصال الهاتفي اندرج في إطار "رغبة تونس في أن تلعب دور الوسيط بين الأطراف المصرية للتوصّل إلى حل لهذه الأزمة لحقن الدماء المصرية ومنع أن تنزلق مصر إلى عنف يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا وتدمير الشقيقة مصر".