نوه الرئيس بشار الاسد بدعم قبرص قضية استعادة الجولان السوري في الاممالمتحدة، قائلاً ان «اعادة الحقوق الى أصحابها الشرعيين سيكون حيوياً في إحلال السلام والأمن في المنطقة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على أوروبا». واختتم الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس «زيارة الدولة» التي قام بها الى العاصمة السورية وتضمنت توقيع تسعة اتفاقات لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، فيما يصل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافير الى دمشق غداً ضمن جولة يقوم بها على عدد من الدول تشمل ايضاً ايران وبيلاروسيا وروسيا. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية غربية توقيع اتفاقات بين دمشق وكراكاس تعزز ما جرى الاتفاق عليه في الزيارة السابقة للرئيس الفنزويلي عام 2006. وتتزامن زيارة تشافيز مع نشاط ديبلوماسي مكثف تشهده العاصمة السورية، اذ قالت مصادر ديبلوماسية اوروبية ل «الحياة» ان كريستوف هوسيغن المستشار السياسي للمستشارة الالمانية انغيلا مركل سيزور دمشق الثلثاء المقبل، تزامناً مع زيارتي وزيري الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس والسويدي كارل بيلدت. وأشارت المصادر الى ان هذه الاستشارات «تعكس الاهتمام بدور دمشق في المنطقة، قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة والخطة المقرر ان يعلنها الرئيس الأميركي باراك اوباما لتحريك عملية السلام». وكان الاسد اكد في مأدبة عشاء اقامها للرئيس القبرصي مساء اول من امس ان «اعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين سيكون حيوياً في إحلال السلام والأمن في المنطقة، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على أوروبا»، مشيراً الى ان «دعم قبرص قضية الجولان في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي كان له أثر كبير على كل مواطن سوري، كما أن تأييد قبرص لتسوية عادلة وشاملة للصراع في الشرق الأوسط استناداً الى قرارات الأممالمتحدة ينسجم مع مواقف سورية المبدئية وتمسكها بتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط». من جهته، قال خريستوفياس ان سورية وقبرص «تعتمدان وتدعمان مبادئ وقيماً أساسية واحدة كتطبيق الشرعية الدولية واحترام قرارات الأممالمتحدة والوحدة الإقليمية والسيادة الوطنية والتي تشكل الإطار الشرعي بين الدول، ويؤمنان بالحل السلمي للخلافات من طريق الحوار وليس بفرض العنف والاعتراف بالأمر الواقع». وجدد ان بلاده «تدعم بقوة» توقيع اتفاقية الشراكة السورية - الأوروبية لأنها «تؤمن بأن توقيعها سيحقق تعزيزاً أكبر للعلاقات والتعاون بين سورية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي»، علماً ان المنسق الأعلى لشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا قال ل «الحياة» بعد لقائه الاسد قبل يومين انه سيوصي وزراء الخارجية الاوروبيين خلال لقائهم في السويد الجمعة ب «توقيع اتفاق الشراكة في اقرب وقت»، آملاً في ان يحصل ذلك في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. وتناولت المحادثات السورية - القبرصية تعزيز العلاقات الثنائية، اذ جرى في مبنى رئاسة مجلس الوزراء امس توقيع تسعة اتفاقات لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الاتصالات والبحث والضمان الاجتماعي والسياحة والزراعة وحماية البيئة والرياضة والثقافة. وشدد الاسد في مأدبة العشاء على «ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المتوسط لمكافحة أثار الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة»، لافتاً الى وجود «فرص كثيرة للتعاون الاقتصادي وتبادل الاستثمارات بين سورية وقبرص يجب اغتنامها». ودعا رجال الأعمال في كلا البلدين إلى «تكثيف لقاءاتهم» ذلك ان سورية «لن تدخر جهداً لمعالجة الصعوبات وتهيئة الأجواء المناسبة لتعزيز العلاقات».