بصمت تام، وبعيداً عن الصخب المتوقع، نجح ابن رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله بالتوقيع مع المدرب البرتغالي فيتور بيريرا، وعلى رغم الصعوبات الكبيرة التي شهدتها المفاوضات الطويلة، إلا أن عضو الشرف نجح في حسمها، لنقل المدرب الشاب إلى وجهة تدريبية مخالفة تماماً لتلك التي توقعها أبناء بلاده. بيريرا الذي كان قبل أقل من خمسة مواسم اسماً مجهولاً في عالم التدريب، صعد نجمه سريعاً بعد أن تولى مهمة تدريب سانتا كلارا لموسمين، نجح خلالهما بنقل الفريق إلى الدرجة الأولى من الدوري البرتغالي، قبل أن يبلغ معه نهائي كأس البرتغال، لكن الخطوة الأهم في عالم البروز لم تأتِ قبل عام 2010، حين بدأ مهمته كمساعد للمدرب أندريه بواس في نادي بورتو البرتغالي حتى نهاية الموسم 2010 - 2011، ليتولى المهمة كاملة بعد رحيل بواس إلى نادي تشيلسي، فحقق أول لقب في تاريخه أواخر 2011، إذ فاز بكأس السوبر على حساب فيتوريا غيمارايش، وفي 29 نيسان (أبريل) 2012 فاز بلقب الدوري للمرة الأولى له كمدرب بعد عاد ذلك خطف لقبي سوبر إضافيين. إسدال الستار على هوية المدرب الجديد أراح الجماهير الأهلاوية في ظل بحثها عن الاستقرار على الشكل الفني للفريق قبل انطلاق المعسكر الإعدادي، إضافة إلى التاريخ الجيد الذي يملكه المدرب مقارنة بعمره التدريبي، لكن أصواتاً جماهيرية في الجهة المقابلة أبدت تخوفها من التعاقد مع بيريرا بحكم جهله التام بكرة القدم في السعودية وفي القارة الصفراء عموماً. من جهتها، تسارعت خطوات إدارة الأهلي صباح أمس في العمل على استخراج التأشيرات الخاصة ببيريرا، بغية وصول المدرب وثلاثة من مساعديه في 27 حزيران (يونيو) المقبل لبداية الإشراف الفني على فريق كرة القدم الذي ستنطلق تدريباته يوم 29 من الشهر ذاته، استعداداً لمنافسات الموسم الرياضي المقبل، وبدا حرص إدارة الأهلي على تلافي أخطاء المواسم السابقة بوصول المدرب متأخراً، وبالتالي تأخر مراحل إعداد الفريق. من جانبه، أشاد عضو مجلس الإدارة والمستشار القانوني للنادي الأهلي خالد أبوراشد بالصفقة ونجاح المفاوضات، واعتبر في تصريحٍ إلى «الحياة» أن التوقيع مع المدرب في هذا التوقيت أمر إيجابي من شأنه الرد على كل المنتقدين لعمل الإدارة في الفترة الماضية بإمكانات المفاوض الأهلاوي الذي أثبت براعته على حد قوله. وحول اختيار عضو مجلس الإدارة فهد بارباع للوجود في البرتغال من أجل التفاوض، أكد أبوراشد أنه من الكفاءات الشابة المتخصصة في الشأن القانوني، ولديه اطلاع ودراية كاملة بصياغة العقود الرياضية، وجاء اختياره من أجل الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، ويحسم مسألة التوقيع في أسرع وقت.